٣٦٨١ ـ نجوت وأرهنهم مالكا (١)
والثاني : أنه مستأنف أخبره تعالى أنه لا يحصل له خوف (٢).
والثالث (٣) : أنه مجزوم بحذف الحركة تقديرا (٤) ، كقوله :
٣٦٨٢ ـ إذا العجوز غضبت فطلّق |
|
ولا ترضّاها ولا تملّق (٥) |
وقوله :
٣٦٨٣ ـ كأن لم ترى قبلي أسيرا يمانيا (٦)
ومنه (فَلا تَنْسى)(٧) في أحد القولين (٨) إجراء لحرف (٩) العلة مجرى الحرف الصحيح ، وقد تقدم ذلك في سورة يوسف عند قوله تعالى (١٠) «من يتقي» (١١).
__________________
ـ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا» [مريم : ٦٠ ـ ٦١]. ومما يزاد هنا إذا ورد من كلام العرب ما ظاهره أنّ جملة الحال المصدرة بمضارع مثبت أو منفي ب (لا) مقرونة بواو حمل على أن المضارع خبر مبتدأ محذوف ، وهذا على غير مذهب ابن الناظم في المضارع المنفي ب (لا) نحو قمت وأصك عينه ، أي وأنا أصك. و : وكنت لا ينهنهني الوعيد و :
أكسبته الورق البيض أبا |
|
ولقد كان ولا يدعى لأب |
انظر شرح الأشموني ٢ / ١٨٧ ـ ١٨٩.
(١) عجز بيت من بحر المتقارب قاله عبد الله بن همّام السلولي ، وصدره : فلمّا خشيت أظافيرهم.
(٢) انظر معاني القرآن للفراء ٢ / ١٨٧ ، مشكل إعراب القرآن ٢ / ١٧٤ البحر المحيط ٦ / ٢٦٤.
(٣) في ب : الثالث.
(٤) وهذا الوجه ماش على مذهب من يجزم المضارع المعتل الآخر بحذف الحركة المقدرة ويقر حرف العلة على حاله ، وهو لغة لبعض العرب. انظر شرح التصريح ١ / ٨٧ ، الهمع ١ / ٥٢. وانظر معاني القرآن للفراء ٢ / ١٨٧ ، ومشكل إعراب القرآن ٢ / ٧٤.
(٥) رجز قاله رؤبة بن العجاج. وهو في ملحقات ديوانه (١٧٩) وإيضاح الشعر ٢٣٤ ، والخصائص ١ / ٣٠٧ ، والمنصف ٢ / ١١٥ ، وسر صناعة الإعراب ١ / ٧٨ ، والمخصص ١٣ / ٢٥٨ ، ١٤ / ٩ ، وأمالي ابن الشجري ١ / ٨٦ ، الإنصاف ١ / ٢٦ ، ابن يعيش ١ / ١٠٦ ، واللسان (رضي) ، والبحر المحيط ٦ / ٢٦٤ ، والمقاصد النحوية ١ / ٢٣٦ الهمع ١ / ٥٢ ، شرح التصريح ١ / ٨٧ ، الخزانة ٨ / ٣٥٩ ، شرح شواهد الشافية ٤٠٩ ، الدرر ١ / ٢٨.
(٦) عجز بيت من بحر الطويل لعبد يغوث بن وقاص الحارثي ، وهو شاعر جاهلي من شعراء قحطان ، وصدره : وتضحك مني شيخة عبشمية.
(٧) من قوله تعالى : «سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى» [الأعلى : ٦].
(٨) على القول بأن (لا) ناهية. انظر إعراب ثلاثين سورة ٥٧ ـ ٥٨ ، التبيان ٢ / ١٢٨٣.
(٩) في ب : الحرف. وهو تحريف.
(١٠) قوله تعالى : سقط من الأصل.
(١١) من قوله تعالى : «إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ» [يوسف : ٩٠].
وذكر ابن عادل هناك ما ملخصه : قرأ قنبل بإثبات الياء وصلا ووقفا والباقون بحذفها فأما قراءة الجماعة فواضحة لأنه مجزوم ، وأما قراءة قنبل فاختلف فيها فقيل : إنّ إثبات حرف العلة في الجزم لغة لبعض العرب وأنشدوا : ـ