الصواب (١). قوله : «حمّلنا» قرأ نافع وابن كثير وابن عامر وحفص بضم الحاء وكسر الميم المشددة وأبو جعفر كذلك إلا أنه خفف الميم. (والباقون بفتحها خفيفة الميم (٢)) (٣). فالقراءة الأولى والثانية نسبوا فيهما (٤) الفعل إلى غيرهم (٥).
وفي الثالثة (٦) نسبوه إلى أنفسهم (٧) و«أوزارا» (٨) مفعول ثان على غير القراءة الثالثة (٩). و (مِنْ زِينَةِ) يجوز أن يكون متعلقا (١٠) ب «حمّلنا» ، وأن يكون متعلقا بمحذوف على أنه صفة ل «أوزارا».
وقوله : «فكذلك» نعت لمصدر (١١) أو حال من ضميره عند سيبويه أي : إلقاء مثل إلقائنا.
فصل
اختلفوا في القائل (١٢)(ما أَخْلَفْنا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنا) على وجهين :
فقيل : القائل هم الذين لم يعبدوا العجل كأنهم قالوا : ما أخلفنا موعدك بأمر كنّا نملكه ، وقد يضيف(١٣) الرجل فعل قرينه إلى نفسه ، كقوله تعالى : (وَإِذْ فَرَقْنا بِكُمُ الْبَحْرَ)(١٤)(وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً)(١٥) وإن كان القائل (١٦) بذلك آباءهم ، فكأنهم قالوا : الشبهة قويت (١٧) على عبدة العجل ، فلم نقدر على منعهم عنه (١٨) ولم نقدر أيضا على مفارقتهم ، لأنّا (١٩) خفنا أن يصير ذلك سببا لوقوع الفرقة ، وزيادة الفتنة.
وقيل : هذا قول عبدة العجل ، والمعنى أن غيرنا أوقع الشبهة في قلوبنا ، وفاعل
__________________
(١) انظر البحر المحيط ٦ / ٢٦٨.
(٢) انظر السبعة (٤٢٣) ، الحجة لابن خالويه (٢٤٦) ، الكشف ٢ / ١٠٤ النشر ٢ / ٣٢٢ ، الإتحاف (٣٠٦).
(٣) ما بين القوسين سقط من ب.
(٤) في ب : فيها.
(٥) أي أنهم بنوا الفعل للمفعول الذي لم يسم فاعله. الحجة لابن خالويه (٢٤٦) ، الكشف ٢ / ١٠٤.
(٦) في الأصل : وفي الثانية ، وفي ب : وفي الثالث.
(٧) ببناء الفعل للمعلوم. الحجة لابن خالويه (٢٤٦) ، الكشف ٢ / ١٠٥.
(٨) في ب : أوزار.
(٩) «حمّلنا» عدّي بالتضعيف إلى مفعولين ، وبني للمفعول ، فالضمير المتصل نائب فاعل ، و«أوزارا» مفعول ثان. أما على القراءة الثالثة فالضمير المتصل فاعل ، و«أوزارا» مفعول به ، فالفعل متعد إلى مفعول واحد.
(١٠) في ب : متعلق. وهو تحريف.
(١١) محذوف أي إلقاء مثل ذلك ، قاله مكي في مشكل إعراب القرآن ٢ / ٧٥ وأبو البقاء في التبيان ٢ / ٩٠١.
(١٢) من هنا نقله ابن عادل عن الفخر الرازي ٢٢ / ١٠٢ ـ ١٠٣.
(١٣) في ب : يضف. وهو تحريف.
(١٤) [البقرة : ٥٠].
(١٥) [البقرة : ٧٢].
(١٦) في الفخر الرازي : الفاعل.
(١٧) في ب : قرينة. وهو تحريف.
(١٨) في ب : منه.
(١٩) في ب : لأني. وهو تحريف.