٣٦٥٠ ـ تنادوا فقالوا أردت الخيل فارسا |
|
فقلت أعبد (١) الله ذلكم الرّدي (٢) |
فصل (٣)
الخطاب في قوله : (فَلا يَصُدَّنَّكَ) يحتمل أن يكون مع موسى ، وأن يكون مع محمد ـ عليهماالسلام ـ (٤). والأقرب أنه مع موسى ـ عليهالسلام ـ (٥) ، لأنّ جميع الكلام خطاب له. وعلى كلا (٦) الوجهين فلا معنى لقول الزجاج : إنّه ليس بمراد وإنما أريد (٧) به غيره ، وذلك (٨) لأنه ظن أن النبيّ ـ عليهالسلام ـ (٩) لما لم يجز عليه مع النّبوّة أن يصده (١٠) أحد عن الإيمان بالساعة لم يجز أن يكون مخاطبا بذلك (١١) ، وليس الأمر كما ظن ، لأنه إذا كان مكلّفا بأن لا يقبل الكفر بالساعة من أحد وكان قادرا على ذلك جاز أن يخاطب به ، (ويكون المراد) (١٢) هو وغيره. ويحتمل أيضا أن يكون المراد بقوله : (فَلا (١٣) يَصُدَّنَّكَ عَنْها) النهي عن الميل إليهم ومقاربتهم.
فصل (١٤)
المقصود نهي موسى ـ عليهالسلام (١٥) ـ عن التكذيب بالبعث ، ولكن الظاهر اللفظ يقتضى نهي (١٦) من لم يؤمن عن صدّ موسى ـ عليهالسلام (١٧) ـ وفيه وجهان :
أحدهما : أن صدّ الكافر عن التصديق بها (١٨) سبب للتكذيب ، فذكر السبب ليدل على المسبب. (ذلك أن صد الكافر مسبب عن رخاوة الرّجل في الدّين ، فذكر المسبب ليدل حمله على السبب) (١٩) كقولهم (٢٠) : لا أرينّك ههنا. المراد نهيه عن مشاهدته والكون بحضرته فهكذا ههنا ، كأنه قيل : لا تكن رخوا بل (٢١) كن في الدين شديدا.
__________________
(١) في ب : يا عبد. وهو تحريف.
(٢) البيت من بحر الطويل قاله دريد بن الصمة ، وهو في ديوانه (٤٩) ومجاز القرآن ٢ / ١٧ ، والجمهرة ٣ / ٣٤١ ، وتفسير ابن عطية ١٠ / ١٧ ، البحر المحيط ٦ / ٢٢٢. أردت : أهلكت. الرّدي : الهالك. وهو موطن الشاهد.
(٣) هذا الفصل نقله ابن عادل عن الفخر الرازي ٢٢ / ٢٣.
(٤) في ب : عليهما الصلاة والسلام.
(٥) في ب : عليه الصلاة والسلام.
(٦) في ب : كل. وهو تحريف.
(٧) في ب : أراد.
(٨) وذلك سقط من ب.
(٩) في ب : صلىاللهعليهوسلم.
(١٠) في ب : أنه لم يصده.
(١١) في ب : بذلك الشيء.
(١٢) ما بين القوسين سقط من ب.
(١٣) في ب : لا.
(١٤) هذا الفصل نقله ابن عادل عن الفخر الرازي ٢٢ / ٢٣.
(١٥) في ب : عليه الصلاة والسلام.
(١٦) في ب : نفي. وهو تحريف.
(١٧) في ب : عليه الصلاة والسلام.
(١٨) بها : سقط من ب.
(١٩) ما بين القوسين سقط من الأصل.
(٢٠) في ب : كقوله.
(٢١) في النسختين : رخاوتك. والصواب ما أثبته.