قال أبو البقاء : وهو هنا أشبه بالمعنى (١) ، أي (٢) : التشديد.
و«يتفطّرن» (٣) في محل نصب «خبرا ل «كان»» (٤) وزعم الأخفش أنها هنا بمعنى الإرادة (٥) ، وأنشد :
٣٦٢٨ ـ كادت وكدت وتلك خير إرادة |
|
لو عاد من زمن الصّبابة ما مضى (٦) |
فصل (٧)
يقال (٨) : انفطر الشيء وتفطّر أي تشقّق (٩). وقرأ ابن مسعود «يتصدّعن» (١٠).
و (تَنْشَقُ (١١) الْأَرْضُ) أي تخسف بهم ، والانفطار في السماء ، أي : تسقط عليهم.
(وَتَخِرُّ الْجِبالُ هَدًّا) أي : تهدّ هدا ، بمعنى : تنطبق عليهم. فإن قيل من أين يؤثر القول بإثبات الولد لله في انفطار السموات وانشقاق الأرض وخرور (١٢) الجبال؟ فالجواب من وجوه :
«الأول : أنّ الله ـ تعالى ـ يقول : كدت أفعل هذا بالسموات والأرض والجبال عند وجود» (١٣) هذه (١٤) الكلمة غضبا منّي على من تفوّه بها ، لولا حلمي ، وإني لا أعجّل بالعقوبة ، كقوله ـ تعالى (١٥) ـ (إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كانَ حَلِيماً غَفُوراً)(١٦).
الثاني : أن يكون استعظاما للكلمة ، وتهويلا من فظاعتها ، وهدمها لأركان الدين وقواعده.
الثالث : أنّ السموات والأرض والجبال تكاد أن تفعل ذلك لو كانت تعقل (١٧) من
__________________
(١) التبيان ٢ / ٨٨٣.
(٢) في ب : أن.
(٣) في ب : وينفطر. وهو تحريف.
(٤) ما بين القوسين سقط من ب.
(٥) قال الأخفش : (وزعموا أن تفسير «أكاد» أريد وأنها لغة ، لأن أريد قد تجعل مكان «أكاد» مثل «جدارا يريد أن ينقض» أي يكاد أن ينقض ، فكذلك أكاد إنما هي أريد). معاني القرآن ٢ / ٥٩٥ ـ ٥٩٦.
(٦) البيت من بحر الكامل ، لم أهتد إلى قائله ، وهو في معاني القرآن للأخفش ٢ / ٥٩٦ ، المحتسب ٢ / ٣١ ، ٤٨ ، اللسان (كود ، كيد). واستشهد به على أن (كاد) تكون بمعنى طلب وأراد.
(٧) فصل : سقط من ب.
(٨) في ب : فقال.
(٩) وقال ابن خالويه : (وهما لغتان فصيحتان ، معناهما التشقق). الحجة (٢٣٩).
(١٠) المختصر (٨٦) ، الكشاف ٢ / ٤٢٤ ، البحر المحيط ٦ / ٢١٨ ، قال أبو حيان (وقرأ ابن مسعود «يتصدّعن» وينبغي أن يجعل تفسيرا لمخالفتها سواد المصحف المجمع عليه ، ولرواية الثقات عنه كقراءة الجمهور).
(١١) في ب : ونشق. وهو تحريف.
(١٢) في ب : وخروا. وهو تحريف.
(١٣) ما بين القوسين سقط من ب.
(١٤) في ب : وهذه. وهو تحريف.
(١٥) تعالى : سقط من ب.
(١٦) [فاطر : ٤١].
(١٧) في ب : تفعل. وهو تحريف.