والثّراء بالمد : كثرة المال (١) ، قال :
٣٦٤١ ـ أماويّ ما يغني الثّراء عن الفتى |
|
إذا حشرجت يوما وضاق بها الصّدر (٢) |
وما أحسن قول ابن دريد (٣) في قصيدته التي جمع فيها بين الممدود والمقصور باختلاف معنى (٤).
فصل (٥)
قال المفسرون : معنى (٦)(لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) لما شرح ملكه بقوله : (الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى) ، والملك لا ينتظم إلا بالقدرة والعلم لا جرم عقبه بالقدرة (٧) ثم بالعلم. أما القدرة فهي هذه الآية ، والمعنى : أنه تعالى مالك لهذه الأقسام الأربعة فهو مالك لما في السموات من ملك ونجم وغيرهما ، ومالك لما في الأرض من المعادن والفلزات (٨) ، ومالك لما بينهما (٩) من الهواء ، ومالك لما تحت الثرى (١٠). قال الضحاك :
__________________
ـ فلا توبسوا : أي لا تجعلوه يابسا.
لا توبس بيني وبينك الثرى : أي لا تذهب المودة بيني وبينك والشاهد فيه استعمال (الثرى) في انقطاع المودة.
(١) في ب : والثرى بالمد ذكر المال. وهو تحريف.
(٢) البيت من بحر الطويل قاله حاتم الطائي برواية : أماويّ ما يغني الثراء عن الفتى : إذا حشرجت نفس وضاق بها الصّدر. اللسان (حشر ـ قرن).
أماويّ : الهمزة للنداء ، وماوي : منادى مرخم ماوية ، وهي زوجة حاتم ، والماوية في اللغة : المرآة التي يرى فيها الوجه ، كأنها منسوبة إلى الماء ، فإن النسبة إلى الماء مائي وماوي. الحشرجة : الغرغرة عند الموت وتردد الصوت.
والشاهد فيه أن (الثراء) بالمد كثرة المال. وقد أتى به بعض النحويين شاهدا على أن ضمير الغائب فاعل (حشرجت) يعود على النفس التي هي بعض (الفتى). وعلى رواية الديوان ففاعل (حشرجت) (نفس) وليس ضميرا. وقد تقدم.
(٣) تقدم.
(٤) وهو قوله :
يوما تصير إلى الثّرى |
|
ويفوز غيرك بالثّراء |
وهو البيت الثاني من قصيدته في المقصور والممدود يعني ما يفتح أوله فيقصر ويمد والمعنى مختلف ، ومطلع القصيدة :
لا تركننّ إلى الهوى |
|
واذكر مفارقه الهواء |
ديوان ابن دريد (١٣٨).
(٥) فصل : سقط من ب.
(٦) من هنا نقله ابن عادل عن الفخر الرازي ٢٢ / ٨.
(٧) بالقدرة : سقط من ب.
(٨) كذا في الفخر الرازي وفي الأصل : الفلوات ، وفي ب : الحيوانات. وهو تحريف. وفي هامش الفخر الرازي : في الأصل الأميري : والفلوات جمع فلاة وهي الخلاء والفضاء في الأرض كالصحاري لا نبات بها. وهي محرفة عن الفلزات وهي جواهر الأرض وعناصرها المكونة منها.
(٩) في ب : فيها.
(١٠) آخر ما نقله هنا عن الفخر الرازي ٢٢ / ٨.