يكونوا (١) أرادوا هذا القول ، وقد يقول الإنسان للشيء (٢) الذي يلزمه رده هذ كله إثم وذنب.
وقيل : إنّ ذلك الحليّ كان للقبط يتزينون به في مجامع (٣) لهم يجري فيها الكفر ، فلذلك (٤) وصفت بكونها أوزارا كما يقال مثله في آلات المعاصي (٥).
وقوله : «فقذفناها» أي فطرحناها (٦) في الحفيرة ، وذلك أن هارون قال لهم : إنّ تلك غنيمة لا تحلّ فاحفروا ، فحفروا حفيرة ، ثم ألقوه فيها حتى يرجع موسى فيرى فيها رأيه ، ففعلوا (٧).
وقيل : قذفوها في موضع أمرهم السامريّ بذلك (٨).
وقيل : في موضع جمع فيه النار ، ثم قالوا : وكذلك ألقى السامري ما معه من الحليّ فيها (٨).
قوله تعالى : (فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوارٌ فَقالُوا هذا إِلهُكُمْ وَإِلهُ مُوسى فَنَسِيَ (٨٨) أَفَلا يَرَوْنَ أَلاَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً وَلا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعاً)(٨٩)
قوله : (فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوارٌ).
قال ابن عباس : أو قد هارون نارا وقال : اقذفوا ما معكم فيها فألقوا فيها ، ثم ألقى السامريّ ما كان معه من تربة حافر فرس جبريل ـ عليهالسلام (٩) ـ.
قال قتادة : كان قد صيّر قبضة من ذلك التراب في عمامته (١٠) ، (فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوارٌ).
واختلفوا (١١) هل كان ذلك الجسد (١٢) حيّا أم لا؟
فقيل : لا لأنه لا يجوز إظهار (١٣) خرق العادة على يد الضال بل السامري صوّر صورة على شكل العجل ، وجعل فيها منافذ وتخاريق بحيث تدخل (١٤) فيها الرياح ، فيخرج صوت يشبه صوت العجل.
وقيل : إنّه صار حيا ، وخار (١٥) كما يخور العجل ، لقوله : (فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ
__________________
(١) في ب : أن يكون قد. وهو تحريف.
(٢) في ب : وقد يقال للإنسان. وهو تحريف.
(٣) في ب : جامع. وهو تحريف.
(٤) في ب : فكذلك. وهو تحريف.
(٥) آخر ما نقله هنا عن الفخر الرازي ٢٢ / ١٠٣.
(٦) في ب : أي طرحناها.
(٧) انظر البغوي ٥ / ٤٥١.
(٨) انظر الفخر الرازي ٢٢ / ١٠٣.
(٨) انظر الفخر الرازي ٢٢ / ١٠٣.
(٩) انظر البغوي ٥ / ٤٥٢.
(١٠) انظر البغوي ٥ / ٤٥٢.
(١١) من هنا نقله ابن عادل عن الفخر الرازي ٢٢ / ١٠٣ ـ ١٠٤.
(١٢) في ب : الخوار أعني الجسد.
(١٣) إظهار : سقط من الأصل.
(١٤) في ب : يظهر.
(١٥) في ب : وخور. وهو تحريف.