سورة الأنبياء مكيّة
وهي مائة واثنتا عشرة آية ، وكلماتها ألف (١) ومائة وستون كلمة ، وعدد حروفها أربعة آلاف وثمان وتسعون حرفا (٢).
بسم الله الرّحمن الرّحيم
قوله تعالى : (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (١) ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلاَّ اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (٢) لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هذا إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ)(٣)
قوله تعالى : (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ) الآية.
اللام متعلّقة ب «اقترب» ، قال الزمخشري : هذه اللام لا تخلو إمّا (٣) أن تكون صلة ل «اقترب» ، أو تأكيدا لإضافة الحساب إليهم كقولك : أزف للحيّ رحيلهم ، الأصل : أزف رحيل الحيّ ، ثم أزف للحيّ الرحيل ، ثم أزف للحي رحيلهم ، ونحوه ما أورده سيبويه في باب ما يثنى فيه المستقر توكيدا (٤) ، نحو عليك زيد حريص عليك ، وفيك زيد (٥) راغب فيك (٦) ، ومنه قولهم : لا أبا لك (٧) ، لأنّ اللام مؤكدة لمعنى الإضافة ،
__________________
(١) في النسختين : ألف كلمة.
(٢) في النسختين : وكلماتها ألف ومائة وثمانية وستون كلمة ، وعدد حروفها ألف وثمانمائة وتسعون حرفا.
والتصويب من السراج المنير ٢ / ٤٩٤.
(٣) في الكشاف : من.
(٤) الكتاب ٢ / ١٢٥.
(٥) في الأصل : زيدا. وهو تحريف.
(٦) وذلك أن سيبويه جعل تكرير الظروف بمنزلة ما لم يقع فيه تكرير في حكم اللفظ وجعل التكرير توكيدا للأول ، لا يغير شيئا من حكمه فيما يكون خبرا وما لا يكون خبرا ، ف (عليك) متعلق ب (حريص) ، و(عليك) الثانية توكيد للأولى وكذلك فيك زيد راغب فيك.
قال سيبويه : (هذا باب ما يثنى فيه المستقر توكيدا. وليست تثنيته بالتي تمنع الرفع حاله قبل التثنية ، ولا النصب ما كان عليه قبل أن يثنى. وذلك قولك : فيها زيد قائما فيها. فإنما انتصب (قائم) باستغناء زيد بفيها وإن زعمت أنه انتصب بالآخر فكأنك قلت : زيد قائما فيها. فإنما هذا كقولك : قد ثبت زيد أميرا قد ثبت ، فأعدت قد ثبت توكيدا ، وقد عمل الأول في زيد والأمير. ومثله في التوكيد والتثنية : لقيت عمرا عمرا. فإن أردت أن تلغي فيها قلت : فيها زيد قائم فيها كأنه قال : زيد قائم كأنه فيصير بمنزلة قولك : فيك زيد راغب فيك). الكتاب ٢ / ١٢٥.
(٧) على القول بأن (أبا) مضاف إلى ما بعد اللام ، وتكون اللام زائدة مؤكدة للإضافة فهي بمنزلة الاسم ـ