وعن أبي عمرو أنه قال : إنّي لأستحي أن أقرأ «إن هذان لساحران» (١).
وقرأ ابن مسعود : «وأسروا النجوى أن هذان ساحران» بفتح «أن» وإسقاط اللام على أنها وما في خبرها بدل من «النّجوى» كذا قاله الزمخشري (٢) ، وتبعه أبو حيان ولم ينكره (٣) ، وفيه نظر ، لأن الاعتراض (٤) بالجملة القولية بين البدل والمبدل منه لا يصح.
وأيضا : فإن الجملة القولية مفسرة للنجوى في قراءة العامة. وكذا قاله الزمخشري أولا (٥) فكيف يصح أن يجع ل «أن هذان ساحران» بدلا من النجوى؟
وقرأ (٦) حفص عن عاصم بتخفيف النونين (٧).
وعن الأخفش : «إن هذان لساحران» خفيفة بمعنى ثقيلة (٨) وهي لغة لقوم (٩) يرفعون بها ويدخلون اللام ليفرقوا بينها وبين التي تكون في معنى (ما) (١٠).
وروي عن (١١) أبي بن كعب «ما هذان إلّا ساحران» ، وروي عنه أيضا «إن هذان إلّا ساحران» ، وعن الخليل بمثل (١٢) ذلك (١٣).
وعن أبيّ أيضا : «إن ذان لساحران» (١٤).
فصل (١٥)
قال المحققون : هذه القراءات لا يجوز تصحيحها ، لأنها منقولة (١٦) بطريق الآحاد ، والقرآن يجب أن يكون منقولا بالتواتر ، ولو جوزنا إثبات زيادة (١٧) في القرآن بطريق
__________________
(١) آخر ما نقله هنا عن الفخر الرازي ٢٢ / ٧٤. بتصرف يسير.
وفي الفصل الآتي يذكر ابن عادل موقفه فيمن طعن في القراءة المشهورة ناقلا ذلك عن ابن الخطيب.
(٢) انظر الكشاف ٢ / ٤٣٩.
(٣) قال أبو حيان : (وقال ابن مسعود : «أن هذان ساحران» بفتح «أن» وبغير لام بدل من النجوى) البحر المحيط ٦ / ٢٥٥.
(٤) في ب : الإعراض. وهو تحريف.
(٥) قال الزمخشري : (والظاهر أنّهم تشاوروا في السّر وتجاذبوا أهداب القول ، ثم قالوا إن هذان لساحران) الكشاف ٢ / ٤٣٨.
(٦) من هنا نقله ابن عادل عن الفخر الرازي ٢٢ / ٧٤ ـ ٧٥ بتصرف يسير.
(٧) السبعة ٤١٩. الكشف ٢ / ٩٩ ، النشر ٢ / ٣٢٠ ـ ٣٢١.
(٨) في ب : خفيفة لثقيلة. وهو تحريف.
(٩) في ب : قوم.
(١٠) معاني القرآن : ٢ / ٢٦٩.
(١١) في ب : روى.
(١٢) في ب : مثل.
(١٣) معاني القرآن وإعرابه للزجاج ٣ / ٣٦١.
(١٤) آخر ما نقله هنا عن الفخر الرازي ٢٢ / ٧٤ ـ ٧٥ بتصرف يسير. وفي الفصل الآتي يذكر ابن عادل ما قاله المحققون في القراءات الشاذة في هذه الآية ناقلا ذلك عن ابن الخطيب.
(١٥) هذا الفصل نقله ابن عادل عن الفخر الرازي ٢٢ / ٧٥.
(١٦) منقولة : سقط من ب.
(١٧) في ب : إثبات قراءة زيادة. وهو تحريف.