وقيل : إنّ «لوطا» منصوب ب (اذكر) (١) لوطا.
(آتَيْناهُ حُكْماً) أي : الحكمة ، أو الفصل (٢) بين الخصوم بالحق. وقيل : النبوة (٣)(وَعِلْماً) قيل : أدخل التنوين على الحكم والعلم (٤) دلالة على علو شأن ذلك الحكم وذلك العلم (٥).
قوله : (وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْقَرْيَةِ) أي : من أهل ، يدل على ذلك قوله : (إِنَّهُمْ كانُوا قَوْمَ سَوْءٍ) وكذلك أسند عمل الخبائث إليها ، والمراد أهلها يريد سدوسا (٦).
والخبائث صفة لموصوف محذوف أي : يعمل الأعمال الخبائث (٧) ، كانوا يأتون الذكران في أدبارهم ، ويتضارطون في أنديتهم مع أشياء أخر كانوا يعملون من المنكرات (إِنَّهُمْ كانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فاسِقِينَ) (وَأَدْخَلْناهُ فِي رَحْمَتِنا) قال مقاتل : الرحمة النبوة (٨) وقال ابن عباس والضحاك : إنّها الثواب (٥). (إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ).
قوله تعالى : (وَنُوحاً إِذْ نادى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنا لَهُ فَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (٧٦) وَنَصَرْناهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا إِنَّهُمْ كانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْناهُمْ أَجْمَعِينَ)(٧٧)
قوله تعالى : (وَنُوحاً إِذْ نادى مِنْ قَبْلُ) الآية. في نصب «نوحا» وجهان :
أحدهما : أنه منصوب عطفا على «لوطا» فيكون مشتركا معه في عامله الذي هو «آتينا» المفسر ب «آتيناه» الظاهر ، وكذلك (داوُدَ وَسُلَيْمانَ) ، والتقدير : ونوحا آتيناه حكما وداود وسليمان آتيناهما حكما (٩) ، وعلى هذا ف «إذ» بدل من «نوحا» ومن (داوُدَ وَسُلَيْمانَ) بدل اشتمال ، وتقدم تحقيق مثل هذا في طه (١٠).
__________________
ـ بين الجملتين ؛ لأنّ من نصب فقد عطف فعلية على فعلية ، ومن رفع فقد عطف اسمية على فعلية ، وتناسب المتعاطفين أحسن من تخالفهما ، وإلى هذا الموضع يشير ابن مالك :
وبعد عاطف بلا فصل على |
|
معمول فعل مستقرّ أوّلا |
انظر شرح الأشموني ٢ / ٧٩.
(١) انظر معاني القرآن للفراء ٢ / ٢٠٨ ، معاني القرآن وإعرابه للزجاج ٣ / ٣٩٩. والبيان ٢ / ١٦٣ ، والتبيان ٢ / ٩٢٣.
(٢) في ب : والفصل.
(٣) انظر الفخر الرازي ٢٢ / ١٩٢.
(٤) في ب : على العلم والحكم.
(٥) انظر الفخر الرازي ٢٢ / ١٩٢.
(٦) سدوم : مدينة من مدائن قوم لوط ـ عليهالسلام ـ كان قاضيها يقال له سدوم. معجم البلدان ٣ / ٢٠٠ ، المنجد في الأعلام (٢٩٨).
(٧) انظر البحر المحيط ٦ / ٣٣٠.
(٨) انظر الفخر الرازي ٢٢ / ١٩٢.
(٥) انظر الفخر الرازي ٢٢ / ١٩٢.
(٩) انظر التبيان ٢ / ٩٢٢ ، البحر المحيط ٦ / ٣٣٠.
(١٠) انظر سورة طه.