وابن وثاب «أولى» بالقصر دون همزة (١).
وقرأت طائفة «أولاي» بياء مفتوحة ، وهي قريبة من الغلط (٢) والجمهور «على أثري» بفتح الهمزة والثاء.
وأبو عمرو في رواية عبد الوارث ، وزيد بن علي «إثري» بكسر الهمزة وسكون الثاء (٣) وعيسى بضمها وسكون الثاء ، وحكاها الكسائي (لغة) (٤)(٥).
قوله : «فإنّا (٦) قد فتنّا قومك من بعدك» أي : ابتلينا الذين خلّفتهم (٧) مع هارون ، وكانوا ستمائة ألف ، فأفتنوا بالعجل غير اثني عشر ألفا من بعدك من بعد انطلاقك إلى الجبل (٨).
فصل (٩)
قالت المعتزلة : لا يجوز أن يكون المراد أنّ الله ـ تعالى ـ خلق فيهم الكفر لوجهين :
الأول : الدلائل العقلية (الدالة على) (١٠) أنه لا يجوز من الله ـ تعالى ـ أن يفعل ذلك.
والثاني (١١) : أنّه قال : (وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ).
وأيضا : فلأن موسى لمّا طالبهم بذكر (١٢) سبب الفتنة ، فقال : (أَفَطالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ)(١٣) فلو (١٤) حصل ذلك بخلق الله لكان لهم أن يقولوا السبب فيه أن الله خلقه فينا لا ما ذكرت ، فكان يبطل كلام موسى ـ عليهالسلام (١٥) ـ. وأيضا (١٦) فقوله : (أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ) ولو كان (١٧) ذلك بخلقه لاستحال أن يغضب عليهم فيما هو الخالق له (١٨) ، ولما بطل ذلك وجب أن
__________________
(١) على لغة بني تميم. المختصر ٨٨ ، البحر المحيط ٦ / ٢٦٧.
(٢) حكاها الفراء ٢ / ١٨٨ ـ ١٨٩ ، وقال الزجاج (لا وجه لها ، لأن الياء لا تكون بعد ألف آخرة إلا للإضافة نحو «هداي») معاني القرآن وإعرابه ٣ / ٣٧١.
(٣) انظر المختصر (٨٨) ، والبحر المحيط ٦ / ٢٦٧. و«أثري» بفتح الهمزة والثاء ، و«إثري» بكسر الهمزة وسكون الثاء بمعن الأثر لغتان. اللسان (أثر).
(٤) انظر المختصر : (٨٨) ، البحر المحيط ٦ / ٢٦٧.
(٥) ما بين القوسين سقط من ب.
(٦) في ب : «قال فإنّا ...».
(٧) في ب : خلفهم. وهو تحريف.
(٨) انظر البغوي ٥ / ٤٥٠.
(٩) هذا الفصل نقله ابن عادل عن الفخر الرازي ٢٢ / ١٠٠ ـ ١٠١.
(١٠) ما بين القوسين سقط من ب.
(١١) في ب : الثاني.
(١٢) في ب : لم يذكر. وهو تحريف.
(١٣) [طه : ٦٨].
(١٤) في ب : أعني لو.
(١٥) عليهالسلام : سقط من ب.
(١٦) في ب : أيضا.
(١٧) في ب : فلو حصل.
(١٨) في ب : فبما هو خلقه.