٣٦٨٧ ـ تميم كرهط السّامريّ وقوله |
|
ألا (١) لا يريد السّامريّ مساس (٢)(٣) |
فكلام الزمخشري وابن عطية يعطي (٤) أن «مساس» على هذه القراءة معدول عن المصدر كفجار عن الفجرة. وكلام صاحب اللوامح يقتضي أنّها معدولة عن فعل الأمر إلا (أن يكون مراده) (٥) أنها معدولة كما أنّ اسم الفعل معدول كما تقدم توجيه ابن عطيّة لكلام أبي عبيدة.
فصل
معنى الكلام أنّك ما دمت حيّا أن تقول : «لا مساس» أي لا تخالط أحدا (٦) ولا يخالطك (٧) أحد. أو (٨) أمر موسى بني إسرائيل أن لا يخالطوه ولا يقاربوه (٩) ، قال ابن عباس لا مساس لك ولولدك. والمساس من المماسّة معناه لا يمسّ بعضنا بعضا ، فصار السامري يهيم في الأرض مع الوحوش والسباع لا يمس أحدا (١٠) ولا يمسه أحد ، عاقبه الله (١١) بذلك ، وكان إذا لقي أحدا يقول : لا مساس ، أي (١٢) : لا تقربني (١٣) ولا تمسّني (١٤).
وقيل : كان إذا مسّ (١٥) أحدا أو مسّه أحد حمّا جميعا ، حتى إنّ بقاياهم اليوم يقولون ذلك. وإذا مسّ أحد من غيرهم أحدا منهم (١٦) حمّا جميعا في الوقت (١٧). وقال أبو مسلم يجوز أن يريد مسّ النساء ، فيكون من تعذيب الله إياه انقطاع نسله (١٨) فلا (١٩) يكون له من يؤنسه ، فيخليه الله من زينة الدنيا (التي ذكرها) (٢٠) في قوله تعالى (٢١)(الْمالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَياةِ الدُّنْيا)(٢٢)(٢٣).
__________________
(١) في النسختين : أن.
(٢) البيت من بحر الطويل لم أهتد إلى قائله ، وهو في مجاز القرآن ٢ / ٢٧ والقرطبي ١١ / ٢٤٠ ، والبحر المحيط ٦ / ٢٧٥. الرّهط : الجماعة من ثلاثة أو سبعة إلى عشرة أو ما دون العشرة ، والشاهد فيه أنّ «مساس» معدول عن المصدر.
(٣) تفسير ابن عطية ١٠ / ٨٥.
(٤) في ب : يعني.
(٥) ما بين القوسين سقط من ب.
(٦) في الأصل : أحد. وهو تحريف.
(٧) يخالطك : سقط من الأصل.
(٨) في الأصل : و.
(٩) في الأصل : ولا يقربوه.
(١٠) في ب : أحد. وهو تحريف.
(١١) في ب : الله تعالى.
(١٢) أي : سقط من ب.
(١٣) في ب : أن تقربني.
(١٤) انظر البغوي ٥ / ٤٥٤ ـ ٤٥٥.
(١٥) في ب : مسه. وهو تحريف.
(١٦) في ب : وإذا مسّ أحد منهم من غيرهم.
(١٧) انظر البغوي ٥ / ٤٥٥.
(١٨) في النسختين : مسّه. وما أثبته هو الصواب.
(١٩) في ب : ولا.
(٢٠) ما بين القوسين سقط من ب.
(٢١) تعالى : سقط من ب.
(٢٢) [الكهف : ٤٦].
(٢٣) الفخر الرازي ٢٢ / ١١٢.