الثوري : لزم الإسلام حتى مات عليه. وقال الشعبي ومقاتل والكلبي : علم أنّ لذلك ثوابا. وقال زيد بن أسلم: تعلّم العلم ليهتدي كيف يعمل. وقال سعيد بن جبير : أقام على السنة والجماعة (١).
فصل
قال بعضهم : تجب التوبة عن الكفر أولا ثم الإتيان بالإيمان ثانيا ، لهذه (٢) الآية ، فإنه (٣) قدم التوبة على الإيمان.
ودلّت هذه الآية أيضا (٤) على أن (٥) العمل الصالح غير (٦) داخل في الإيمان ، لأنه تعالى عطف العمل الصالح على الإيمان ، والمعطوف يغاير المعطوف عليه (٧).
قوله تعالى : (وَما أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يا مُوسى (٨٣) قالَ هُمْ أُولاءِ عَلى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضى (٨٤) قالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ)(٨٥)
قوله تعالى : (وَما أَعْجَلَكَ) مبتدأ وخبر (٨). و«ما» استفهامية عن سبب التقدم (٩) على قومه.
قال الزمخشري : فإن قلت : «ما أعجلك» سؤال عن سبب العجلة ، فكان (١٠) الذي ينطبق عليه من الجواب أن يقال : طلب زيادة رضاك ، أو الشوق إلى كلامك (١١) وتنجز موعدك (١٢) ، وقوله : (هُمْ أُولاءِ عَلى أَثَرِي) كما ترى غير منطبق عليه.
قلت : قد تضمّن (١٣) ما واجهه به رب العزة شيئين :
أحدهما : إنكار العجلة في نفسها.
والثاني : السؤال عن سبب التقدم والحامل عليه ، فكان (١٤) أهم الأمرين إلى موسى بسط (١٥) العذر ، وتمهيد العلة في نفس ما أنكر عليه (١٦) فاعتلّ بأنّه لم يوجد منّي (١٧) إلا تقدم يسير مثله لا يعتد به في العادة ، ولا يحتفل به ، وليس بيني وبين من سبقته (١٨) إلا
__________________
(١) آخر ما نقله هنا عن البغوي ٥ / ٤٤٩.
(٢) في ب : كهذه. وهو تحريف.
(٣) في ب : لأنه.
(٤) في ب : ودلت هذه الإيمان. وهو تحريف.
(٥) أنّ : سقط من ب.
(٦) في ب : أنه غير.
(٧) انظر الفخر الرازي ٢٢ / ٩٨.
(٨) انظر البيان ٢ / ١٥٢ ، التبيان ٢ / ٩٠٠.
(٩) في ب : المتقدم. وهو تحريف.
(١٠) في ب : وكان.
(١١) في ب : وشوق كلامك. وهو تحريف.
(١٢) في ب : موضعك. وهو تحريف.
(١٣) في ب : قلت يتضمن. وهو تحريف.
(١٤) في ب : وكان.
(١٥) في ب : لبسط. وهو تحريف.
(١٦) في ب : في نفس الأمر إما أنكر عليه.
(١٧) كذا في الكشاف ، وفي النسختين : شيء.
وهو تحريف.
(١٨) في ب : سبق. وهو تحريف.