وقيل : موت العلماء ، وهذه الرواية إن صحت عن رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فلا يعدل (١) عنها وإلا فالأظهر هاهنا ما يتعلق بالغلبة ، ولذلك قال : (أَفَهُمُ الْغالِبُونَ). قال القفال : نزلت هذه الآية في كفار مكة ، فكيف يدخل فيها العلماء والفقهاء (٢).
قوله تعالى : (قُلْ إِنَّما أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ وَلا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعاءَ إِذا ما يُنْذَرُونَ (٤٥) وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ (٤٦) وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنا بِها وَكَفى بِنا حاسِبِينَ)(٤٧)
قوله : (قُلْ إِنَّما أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ) أي : أخوفكم بالقرآن وقوله : (وَلا يَسْمَعُ) قرأ ابن عامر هنا «ولا تسمع» بضم التاء للخطاب وكسر الميم ، (الصُّمُّ الدُّعاءَ) منصوبين. وقرأ ابن كثير كذلك في النمل (٣) والروم (٤). وقرأ باقي السبعة بفتح ياء الغيبة والميم «الصّمّ» بالرفع «الدّعاء» بالنصب في جميع القرآن(٥).
وقرأ الحسن كقراءة ابن عامر إلا أنه بياء الغيبة (٦). وروى عنه (٧) ابن خالويه «ولا يسمع» بياء الغيبة مبنيا للمفعول «الصّمّ» (٨) رفعا «الدّعاء» نصبا (٩).
وروي عن أبي (١٠) عمرو بن العلاء «ولا يسمع» بضم الياء من تحت وكسر الميم «الصّمّ» (٤) نصبا «الدّعاء» رفعا (١١).
فأما قراءة ابن عامر وابن كثير فالفاعل فيها ضمير المخاطب ، وهو الرسول ـ عليهالسلام (١٢) ـ. فانتصب «الصّمّ» (١٣) و«الدّعاء» على المفعولين ، وأولهما هو الفاعل المعنوي (١٤).
__________________
(١) في ب : بعد. وهو تحريف.
(٢) آخر ما نقله هنا عن الفخر الرازي ٢٢ / ١٧٥.
(٣) وهو قوله تعالى : «إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ إِذا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ» [النمل : ٨٠].
(٤) وهو قوله تعالى : «فَإِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ إِذا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ» [الرّوم : ٥٢].
(٥) السبعة (٤٢٩) ، الكشف ٢ / ١١٠ ـ ١١١ ، النشر ٢ / ٣٢٣ ـ ٣٢٤ ، الإتحاف (٣١٠). وقراءة ابن كثير لآيتي النمل والروم ولا يسمع بالياء المفتوحة الصم رفعا ، وباقي السبعة ولا تسمع بضم التاء الصم نصبا ، وروى عباس عن أبي عمرو «وَلا يَسْمَعُ الصُّمُّ»مثل ابن كثير. السبعة (٤٨٦ ، ٥٠٨) الكشف ٢ / ١٦٥.
(٦) انظر البحر المحيط ٦ / ٣١٥.
(٧) في الأصل : عن.
(٨) في ب : الضم. وهو تحريف.
(٩) المختصر (٩١).
(١٠) في الأصل : ابن. وهو تحريف.
(٤) وهو قوله تعالى : «فَإِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ إِذا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ» [الرّوم : ٥٢].
(١١) البحر المحيط ٦ / ٣١٥ ـ ٣١٦.
(١٢) في ب : عليه الصلاة والسلام.
(١٣) في ب : الضم. وهو تحريف.
(١٤) لأنه جعل الفعل رباعيا من «أسمع» فتعدى إلى مفعولين والفاعل ضمير المخاطب وهو الرسول ـ صلىاللهعليهوسلم ـ لأنه لما أضيف الفعل إليه في «أنذركم» أضيف إليه في «تسمع». انظر الكشف ٢ / ١١٠ ـ ١١١ ، البحر المحيط ٦ / ٣١٥.