القول على هذا القول تقديره : الذين ظلموا يقولون هل هذا إلا بشر) (١) والقول يضمر كثيرا (٢). والنصب من وجهين :
أحدهما : الذم (٣).
والثاني : إضمار «أعني» (٤).
والجرّ من وجهين أيضا :
أحدهما : النعت (٥).
والثاني : البدل من «للناس» (٦) ، ويعزى هذا للفراء (٧) ، وفيه بعد (٨).
قوله : «هل هذا» إلى قوله : «تبصرون» يجوز في هاتين الجملتين الاستفهاميتين أن تكونا (٩) في محل نصب بدلا من «النّجوى» وأن تكونا في محل نصب بإضمار القول.
قالهما الزمخشري (١٠).
وأن تكونا في محل نصب على أنهما محكيتان ب «النّجوى» ، لأنها (١١) في معنى القول (١٢)(وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ) جملة حالية من فاعل «تأتون».
فصل (١٣)
اعلم أن الله ـ تعالى ـ ذم الكفار بهذا الكلام ، وزجر غيرهم عن مثله ، لأنهم إذا استمعوا وهم يلعبون لم يحصلوا إلا على مجرد الاستماع الذي قد تشارك (١٤) فيه البهيمة
__________________
(١) ما بين القوسين سقط من ب.
(٢) انظر البيان ٢ / ١٥٨ ، التبيان ٢ / ٩١١.
(٣) انظر البحر المحيط ٦ / ٢٩٧.
(٤) انظر معاني القرآن وإعرابه للزجاج ٣ / ٣٨٤ ، مشكل إعراب القرآن ٢ / ٨١ ، البيان ٢ / ١٥٨ ، التبيان ٢ / ٩١١ ، البحر المحيط ٦ / ٢٩٧.
(٥) «للناس» مشكل إعراب القرآن ٢ / ٨١ ، البيان ٢ / ١٥٨ ، التبيان ٢ / ٩١١ البحر المحيط ٦ / ٢٩٧.
(٦) انظر البحر المحيط ٦ / ٢٩٧.
(٧) قال الفراء : (و«الذين» تابعة «للناس» مخفوضة ، كأنك قلت : اقترب للناس الذين هذه حالهم) معاني القرآن ٢ / ١٩٨.
(٨) لأنه يفيد قصر اقتراب الحساب للظالمين مع أن اقتراب الحساب للناس جميعا ولذلك قال أبو حيان : (وهو أبعد الأقوال) البحر المحيط ٦ / ٢٩٧.
(٩) في ب : أن تكون. وهو تحريف.
(١٠) الكشاف ٣ / ٣.
(١١) في ب : لأنهما. وهو تحريف.
(١٢) فهما في موضع نصب على المفعول ب «النّجوى» والاستفهام في الجملة الأولى معناه التعجب ، وفي الجملة الثانية معناه التوبيخ انظر : البحر المحيط ٦ / ٢٩٧.
(١٣) هذا الفصل نقله ابن عادل من الفخر الرازي ٢٢ / ١٤١. بتصرف يسير.
(١٤) في ب : شارك. وهو تحريف.