وهذا الذي منعه الفارسي وأبو البقاء جوزه الزمخشري وبدأ به فقال : فإن قلت : فيم ينتصب «مكانا»؟ قلت : بالمصدر أو بما (١) يدل عليه المصدر. فإن قلت (٢) : كيف يطابقه (فالجواب) (٣) : قلت (٤) : أما على قراءة (٥) الحسن فظاهر ، وأما على قراءة العامة فعلى تقدير : (وعدكم وعد يوم زينة(٦).
قال أبو حيان : وقوله : إنّ «مكانا» ينتصب بالمصدر) (٧) ليس بجائز ، لأنه قد وصف (٨) قبل العمل بقوله : «لا نخلفه» ، وهو موصول ، والمصدر إذا وصف قبل العمل لم يجز أن يعمل عندهم (٩). قال شهاب (١٠) الدين : الظروف والمجرورات يتسع فيها ما لا يتسع في غيرها ، وفي المسألة خلاف مشهور. وأبو القاسم (١١) نحا إلى جواز ذلك (١٢).
وجعل الحوفيّ انتصاب «مكانا» على الظرف وانتصابه ب «اجعل» (١٣) فتحصل في نصب «مكانا» خمسة أوجه :
أحدها : أنه (١٤) بدل من (مكانا) المحذوف.
الثاني : أنّه مفعول ثان (١٥) للجعل.
الثالث : أنّه نصب بإضمار فعل.
الرابع : أنّه منصوب بنفس المصدر.
الخامس : أنّه منصوب على الظرف بنفس «اجعل» (١٦).
وقرأ أبو جعفر وشيبة : «لا نخلفه» بالجزم على جواب الأمر والعامة بالرفع على الصفة لموعدكم (١٧) كما تقدم (١٨).
وقرأ ابن (١٩) عامر وحمزة وعاصم والحسن (٢٠) : «سوى» بضم السين منونا وصلا.
والباقون : بكسرها (٢١). وهما لغتان مثل : عدى وعدى وطوى وطوى (٢٢) ،
__________________
(١) في الأصل وإنما وهو تحريف.
(٢) في ب : فإن قيل.
(٣) الجواب : سقط من ب.
(٤) في ب : فالجواب.
(٥) في ب : قول. وهو تحريف.
(٦) الكشاف ٢ / ٤٣٨.
(٧) ما بين القوسين سقط من ب.
(٨) في ب : لأنه وصف.
(٩) البحر المحيط ٦ / ٢٥٣.
(١٠) في ب : فصل قال شهاب الدين.
(١١) الزمخشري.
(١٢) حيث جعل الناصب ل «مكانا» هو المصدر أو ما يدل عليه المصدر. انظر قول الزمخشري السابق.
(١٣) البحر المحيط ٦ / ٢٥٣.
(١٤) في ب : أنّها. وهو تحريف.
(١٥) في ب : ثاني.
(١٦) الدر المصون ٥ / ٢٩.
(١٧) في ب : على صفة. وهو تحريف.
(١٨) انظر البحر المحيط ٦ / ٢٥٣.
(١٩) في ب : أبو وهو تحريف.
(٢٠) في ب : والحسن وعاصم والحسن.
(٢١) السبعة (٤١٨) ، الحجة لابن خالويه (٢٤١) ، الكشف ٢ / ٩٨ ، البحر المحيط ٦ / ٢٥٣ ، النشر ٢ / ٣٢٠ ، الإتحاف (٣٠٤).
(٢٢) في ب : مثل طوى وهدى. وهو تحريف.