الآيات ، لأن (١) من جملة الآيات ما أظهرها على أيدي الأنبياء قبل موسى ـ عليهالسلام (٢) وبعده.
فالجواب : لفظ الكلّ وإن كان للعموم لكن (٣) قد يستعمل في الخصوص مع القرينة ، كما يقال : دخلت السوق فاشتريت كلّ شيء ، أو يقال إن موسى ـ عليهالسلام (٤) ـ أراه (٥) آياته ، وعدد عليه آيات غيره من الأنبياء ، فكذّب فرعون بالكلّ ، أو يقال : تكذيب بعض المعجزات يقتضي تكذيب الكل ، فحكى الله ـ تعالى ـ ذلك على الوجه الذي يلزم. قال القاضي : الإباء الامتناع ، وإنه لا يوصف به إلا من كذّب بتمكن من الفعل والترك ، ولأنه تعالى ذمّه بأنه كذّب ، وبأنه أبى ، وإن لم يقدر على ما هو فيه لم يصح. وهذا السؤال وجوابه تقدم في سورة البقرة في (إِبْلِيسَ أَبى وَاسْتَكْبَرَ) (٦)(٧).
قوله : (أَجِئْتَنا لِتُخْرِجَنا مِنْ أَرْضِنا) يعني مصر «بسحرك يا موسى» وتركيب هذه الشبهة عجيب (٨) ، وذلك لأنه ألقى في مسامعهم ما يصيرون مبغضين له جدا بقوله : (أَجِئْتَنا لِتُخْرِجَنا مِنْ أَرْضِنا) ، لأن هذا مما يشق على الإنسان في النهاية ، ولذلك جعله الله تعالى (٩) مساويا للقتل في قوله(١٠)(اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيارِكُمْ)(١١) ، ثم لما صاروا في نهاية البغض له أورد الشبهة الطاعنة في نبوته ـ عليهالسلام (١٢) ـ وهي إنّ ما جئتنا به سحر لا معجز ، ولمّا علم أنّ المعجز إنما يتميز عن السحر ، لكون المعجز مما يتعذر بمعارضته قال : (فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ)(١٣).
قوله : «فلنأتينّك» جواب قسم محذوف تقديره : والله لنأتينّك. وقوله «بسحر» يجوز أن يتعلق بالإتيان (١٤) وهذا (١٥) هو الظاهر. ويجوز أن يتعلق بمحذوف على أنّه حال من فاعل الإتيان أي ملتبسين(١٦) بسحر (١٧).
قوله : «موعدا» يجوز أن يكون زمانا كقوله : (إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ)(١٨) ويرجحه قوله : (مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ) ، (والمعنى : عيّن لنا وقت اجتماعنا ، ولذلك أجابهم بقوله : (مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ)(١٩) وضعّفوا هذا بأنه ينبو عنه قوله : (مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ).
__________________
(١) في ب : لأن جملة أي لأن. وهو تحريف.
(٢) في ب : عليه الصلاة والسلام.
(٣) لكن : سقط من ب.
(٤) في ب : عليه الصلاة والسلام.
(٥) في ب : أراد. وهو تحريف.
(٦) [البقرة : ٣٤].
(٧) آخر ما نقله هنا عن الفخر الرازي ٢٢ / ٧١.
(٨) من هنا نقله ابن عادل عن الفخر الرازي ٢٢ / ٧١.
(٩) تعالى : سقط من ب.
(١٠) في ب : أي. وهو تحريف.
(١١) [النساء : ٦٦].
(١٢) في ب : عليه الصلاة والسلام.
(١٣) آخر ما نقله هنا عن الفخر الرازي ٢٢ / ٧١.
(١٤) التبيان ٢ / ٨٩٣.
(١٥) هذا : سقط من ب.
(١٦) في ب : مكتسبين. وهو تحريف.
(١٧) التبيان ٢ / ٨٩٣.
(١٨) [هود : ٨١].
(١٩) ما بين القوسين سقط من ب.