«التي» ، فلا يتعين كون «التي» صفة ، وقد ذكرنا أنه يجوز إعرابه بدلا (١).
قال شهاب الدين (٢) : إن «التي» صفة ، والتمسك بهذا الظاهر كاف وأيضا : فإن الموصول (٣) في قوة المشتقات ، وقد نصوا على أن البدل بالمشتق ضعيف (٤) ، فكذلك ما في معناه(٥).
قوله : «بالغيب» (٦) فيه وجهان :
أحدهما : أن الباء حالية ، وفي صاحب الحال احتمالان :
أحدهما : ضمير الجنة ، وهو عائد الموصول ، أي : وعدها وهي غائبة عنهم لا يشاهدونها.
والثاني : أن يكون هو (٧) «عبادة» (٨) ، أي : وهم غائبون عنها لا يرونها ، إنما آمنوا بها بمجرد الإخبار عنه.
والوجه الثاني : أن الباء سببية ، أي : بسبب تصديقه الغيب ، وبسبب الإيمان «به (٩)»(١٠).
قوله : «إنّه كان». يجوز (١١) في هذا الضمير وجهان :
__________________
ـ وقوله :
فإلى ابن أمّ أناس أرحل ناقتي |
|
عمرو فتبلغ حاجتي أو تزحف |
ملك إذا نزل الوفود ببابه |
|
عرفوا موارد مزبد لا ينزف |
ف (ملك) بدل من (عمرو). الهمع ٢ / ١٢٧.
(١) البحر المحيط ٦ / ٢٠٢.
(٢) هو أحمد بن يوسف بن عبد الدائم بن محمد الحلبي ، شهاب الدين ، المعروف بالسمين ، كان فقيها بارعا في النحو ، والقراءات ويتكلم في الأصول ، أديبا ، لازم أبا حيان إلى أن فاق أقرانه ، أخذ القراءات عن التقي الصائغ ، وسمع الحديث من يونس الدبوسي ، وله تفسير القرآن (الدر المصون) ، والإعراب ، وشرح التسهيل ، وشرح الشاطبية ، وغير ذلك ، مات سنة ٧٥٦ ه. بغية الوعاة ١ / ٤٠٢.
(٣) في ب : الموصوف. وهو تحريف.
(٤) لأن الغالب في البدل أن يكون جامدا ، بحيث لو حذفت الأول لاستقل الثاني ، ولم يحتج إلى متبوع قبله في المعنى ، فإن لم يكن جامدا كقوله :
فلا وأبيك خير منك أني |
|
ليؤذيني التحمحم والصهيل |
قدر الموصوف أي : فلا وأبيك رجل خير منك. شرح الكافية ١ / ٣٣٨.
(٥) الدر المصون ٥ / ١٠ ميكرو فيلم (١٥٣٥٥) دار الكتب.
(٦) في ب :«رَجْماً بِالْغَيْبِ» [الكهف : ٢٢].
(٧) في النسختين : هي.
(٨) عباده : سقط من ب.
(٩) الكشاف ٢ / ٤١٥ ، البحر المحيط ٦ / ٢٠٢.
(١٠) به : سقط من ب.
(١١) في ب : فإن قيل : إنه يجوز.