وكعب (١) : هو واد في جهنم بعيد قعره.
وقال أبو أمامة (٢) : مجازاة الآثام. وقال الضحاك (٣) : «غيّا» : خسرانا. وقيل : هلاكا وقيل : عذابا (٤) ، ونقل الأخفش (٥) أنه قرىء «يلقّون» بضم الياء وفتح اللام وتشديد القاف (٦) من لقّاه مضاعفا. وقوله «يلقون» ليس معناه «يرون» فقط بل معناه الاجتماع والملابسة مع الرؤية (٧). قوله : (إِلَّا مَنْ تابَ) فيه وجهان :
أظهرهما : أنه استثناء متصل (٨). وقال (٩) الزجاج (١٠) : هو منقطع (١١). وهذا (١٢) بناء منه على أن المضيع للصلاة من الكفار.
وقرأ عبد الله والحسن (١٣) والضحاك وجماعة «الصلوات» (١٤) جمعا (١٥).
وقرأ الحسن هنا وجميع ما في القرآن «يدخلون» مبنيّا للمفعول (١٦).
__________________
(١) تقدم.
(٢) تقدم.
(٣) تقدم.
(٤) آخر ما نقله هنا عن البغوي ٥ / ٣٨٠ ـ ٣٨٢.
(٥) تقدم.
(٦) المختصر (٨٥) ، الكشاف ٢ / ٤١٥ ، البحر المحيط ٦ / ٢٠١ ، ونسب صاحب الكشاف هذه القراءة إلى الأخفش حيث قال : (وقرأ الأخفش «يلقّون»).
(٧) انظر البغوي ٥ / ٣٨٢.
(٨) انظر البحر المحيط : ٦ / ٢٠١ ، والاستثناء المتصل : هو ما يكون فيه المستثنى بعض المستثنى منه.
شرح التصريح ١ / ٣٤٩.
(٩) في ب : قال.
(١٠) تقدم.
(١١) معاني القرآن وإعرابه ٣ / ٣٣٦. أجاز الزجاج الاتصال والانقطاع وعبارته : (وقوله عزوجل : إِلَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ «من» في موضع نصب ، أي فسوف يلقون العذاب إلا التائبين ، وجائز أن يكون نصبا استثناء من غير الأول ، ويكون المعنى لكن من تاب وآمن). والاستثناء المنقطع : هو ما لا يكون المستثنى بعض المستثنى منه بشرط أن يكون ما قبل (إلّا) دالّا على ما يستثنى فيجوز ما قام القوم إلّا حمارا ، ويمتنع قام القوم إلا ثعبانا. شرح التصريح ١ / ٣٥٢.
(١٢) في ب : وهو.
(١٣) تقدم.
(١٤) في ب : الصلاة. وهو تحريف.
(١٥) المختصر (٨٥) ، الكشاف ٢ / ٤١٥ ، البحر المحيط ٦ / ٢٠١.
(١٦) في البحر المحيط قراءة الحسن «يدخلون» مبنيّا للفاعل ، حيث قال أبو حيان : (وقرأ الحسن «يدخلون» مبنيا للفاعل ، وكذا كل ما في القرآن من «يدخلون»).
البحر المحيط ٦ / ٢٠١. و«يدخلون» بالبناء للمفعول قراءة سبعية قرآها ابن كثير وأبو عمرو هنا ، وفي النساء : (فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً) الآية (١٢٤) وفي فاطر (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها) الآية (٣٣) ، وفي غافر (فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيها بِغَيْرِ حِسابٍ) الآية (٤٠) وكذلك (إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ) [غافر : ٦٠].
حجة من قرأ «يدخلون» بالبناء للمفعول : أنهما أضافوا الفعل إلى غيرهم ، لأنهم لا يدخلون الجنة حتى يدخلهم الله ـ جل ذكره ـ إياها ، فهم مفعولون في المعنى ، فبنوا الفعل للمفعول على ما لم يسمّ فاعله ، وقد أجمعوا على قوله : (وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) [إبراهيم : ٢٣]. ـ