منهم ، فقال : (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ)(١) أي من بعد هؤلاء الأنبياء «خلف» من أولادهم ، يقال : خلفه إذا عقبه خلف سوء ـ بإسكان اللام ـ والخلف ـ بفتح اللام ـ الصالح (٢) ، كما قالوا : وعد في ضمان الخير ، ووعيد في ضمان الشر (٣) ، وفي الحديث : «في الله خلف من كل هالك» (٤) ، وفي الشعر:
٣٦١٠ ـ ذهب الذين يعاش في أكنافهم |
|
وبقيت في خلف كجلد الأجرب (٥) |
قال (٦) السديّ (٧) : أراد بهم اليهود ومن لحق بهم (٨). وقال مجاهد (٩) وقتادة (١٠) : هم (١١) في هذه الأمة (١٢). (أَضاعُوا الصَّلاةَ) تركوا الصلاة المفروضة. وقال ابن مسعود (١٣) وإبراهيم (١٤) : أخروها عن وقتها. وقال سعيد بن المسيب (١٥) : هو أن لا (١٦) يصلي الظهر حتى يأتي العصر ، ولا يصلي العصر حتى تغرب الشمس (١٧). (وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ) قال ابن عباس(١٨) : هم اليهود تركوا الصلاة المفروضة وشربوا الخمور ، واستحلوا نكاح الأخت من الأب (١٩). وقال مجاهد : هؤلاء قوم يظهرون في آخر الزمان ينزو (٢٠) بعضهم على بعض في الأسواق والأزقة (٢١). (فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا) قال (٢٢) وهب (٢٣) وابن عباس وعطاء (٢٤)
__________________
(١) في ب : «فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ».
(٢) انظر اللسان (خلف) ، وفيه من الممكن استعمال كليهما في الخير والشر.
(٣) انظر اللسان (وعد) ، وقال الجوهري : الوعد يستعمل في الخير والشر.
(٤) ذكره الفخر الرازي في تفسيره بدون سند ٢١ / ٢٣٦.
(٥) البيت من بحر الكامل ، قاله لبيد. الكنف والكنفة : ناحية الشيء ، وناحيتا كل شيء : كنفاه ، والجمع أكناف.
والمقصود بقوله : في أكنافهم : في ظل خيرهم. الجرب : معروف ، بثر يعلو أبدان الناس والإبل.
كجلد الأجرب : كجلد الجمل الأجرب ، وهو ما لا ينتفع به.
الخلف : الرديء ، والبقية ، وهو الشاهد وقد تقدم.
(٦) من هنا نقله ابن عادل عن البغوي ٥ / ٣٧٩ ـ ٣٨٠.
(٧) تقدم.
(٨) في ب : لحقهم.
(٩) تقدم.
(١٠) تقدم.
(١١) في ب : وهم.
(١٢) في ب : الآية. وهو تحريف.
(١٣) تقدم.
(١٤) تقدم.
(١٥) تقدم.
(١٦) لا : سقط من ب.
(١٧) آخر ما نقله هنا عن البغوي ٥ / ٣٧٩ ـ ٣٨٠.
(١٨) تقدم.
(١٩) انظر : الكشاف ٢ / ٤١٥ ، الفخر الرازي ٢١ / ٢٣٦.
(٢٠) في الأصل : ينزون. وفي ب : ينزوا. والصواب ما أثبتّه.
(٢١) انظر البغوي ٥ / ٣٨٠.
(٢٢) من هنا نقله ابن عادل عن البغوي ٥ / ٣٨٠ ـ ٣٨٢.
(٢٣) تقدم.
(٢٤) تقدم.