تكون بمعنى الذي (١) ، أو نكرة موصوفة (٨) ، ولا بد من العائد عند الجميع (٢) ، حذف لاستكماله الشروط (٣). والمعنى : ممّا تصفون الله بما لا يليق به من الصاحبة (٤) والولد (٥). وقال مجاهد : مما تكذبون (٣).
قوله تعالى : (وَلَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ (١٩) يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لا يَفْتُرُونَ (٢٠) أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ)(٢١)
قوله (٦) : (وَلَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) الآية. لما نفى اللعب عن نفسه (٧) ، ونفي اللعب لا يصح إلا بنفي الحاجة ، (ونفي الحاجة) (٨) لا يصح إلا بالقدرة التامة عقب تلك الآية بقوله : (وَلَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) لدلالة ذلك على كمال الملك والقدرة. وقيل : لما حكى كلام الطاعنين في النبوات ، وأجاب عنها ، وبين أن غرضهم من تلك المطاعن التمرد ، وعدم الانقياد ، بين ههنا أنه تعالى منزه عن طاعتهم لأنه هو (٩) المالك لجميع المخلوقات ، ولأجل أن الملائكة مع جلالتهم مطيعون له خائفون منه فالبشر مع كونهم في نهاية الضعف أولى أن يطيعوه (١٠).
قوله : (وَمَنْ عِنْدَهُ) يجوز فيه وجهان :
أحدهما : أنه معطوف على «من» الأولى (١١) أخبر تعالى عن من في السموات والأرض وعن من عنده بأن الكل له في ملكه.
وعلى هذا فيكون من باب ذكر الخاص بعد العام تنبيها على شرفه ، لأن قوله : (مَنْ فِي السَّماواتِ) شمل (مَنْ عِنْدَهُ) وقد مرّ نظيره في قوله : (وَجِبْرِيلَ وَمِيكالَ)(١٢) وقوله : (لا يَسْتَكْبِرُونَ) على هذا فيه أوجه :
أحدها : أنه حال من «من» (١٣) الأولى أو الثانية أو منهما معا. وقال أبو البقاء حال
__________________
ـ في قولهم إنها اسم مفتقرة إلى ضمير ، وأنك إذا قلت : (يعجبني ما قمت) فتقديره يعجبني القيام الذي قمته. انظر الهمع ١ / ٨١.
(١) انظر التبيان ٢ / ٩١٤.
(٨) ما بين القوسين سقط من ب.
(٢) لأن الموصول الاسمي والنكرة الموصوفة لا بد لهما من عائد يعود عليهما انظر شرح الأشموني ١ / ١٤٦.
(٣) لأن شروط جواز حذف العائد المنصوب أن يكون متصلا وناصبه فعل أو وصف غير صلة أل ، وأن يكون الفعل تاما. وهو هنا متصل وناصبة فعل تام انظر شرح التصريح ١ / ١٤٤ ـ ١٤٥.
(٤) في ب : المصاحبة. وهو تحريف.
(٥) انظر البغوي ٥ / ٤٧٩.
(٣) لأن شروط جواز حذف العائد المنصوب أن يكون متصلا وناصبه فعل أو وصف غير صلة أل ، وأن يكون الفعل تاما. وهو هنا متصل وناصبة فعل تام انظر شرح التصريح ١ / ١٤٤ ـ ١٤٥.
(٦) في ب : قوله تعالى.
(٧) من هنا نقله ابن عادل عن الفخر الرازي ٢٢ / ١٤٨.
(٨) ما بين القوسين سقط من ب.
(٩) هو : سقط من ب.
(١٠) آخر ما نقله هنا عن الفخر الرازي ٢٢ / ١٤٨.
(١١) انظر التبيان ٢ / ٩١٤.
(١٢) البحر المحيط ٦ / ٣٠٢.
(١٣) من قوله تعالى : «مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكالَ فَإِنَّ اللهَ عَدُوٌّ لِلْكافِرِينَ» [البقرة : ٩٨]. انظر اللباب ١ / ٢٢٣.