تعالى ، والمفعول الأول محذوف ، أي لن (يخلفكه) (١)(٢).
قوله : «ظلت» العامّة على فتح الظاء وبعدها لام ساكنة. وابن مسعود وقتادة والأعشى بخلاف عنه وأبو حيوة وابن أبي عبلة ويحيى بن يعمر كسر الظّاء (٣) ، وروي (٤) عن ابن يعمر ضمها (٥) أيضا (٦). وأبيّ والأعمش في الرواية الأخرى (٧) «ظللت» بلامين أولهما مكسورة (٨) فأمّا قراءة العامة (٩) ففيها حذف أحد (١٠) المثلين وإبقاء الظاء على حالها من حركتها ، وإنما حذف تخفيفا ، وعده سيبويه في الشاذ (١١) ، يعني شذوذ قياس لا شذوذ استعمال ، وعدّ معه ألفاظا (١٢) أخر نحو مست وأحست (١٣). كقوله :
٣٦٨٩ ـ أحسن به (فهنّ إليك شوس (١٤) (١٥)
وعد (ابن الأنباري) (١٦) همت في هممت ، ولا يكون هذا الحذف إلا إذا سكنت لام الفعل (١٧). وذكر بعض المتأخرين أن هذا الحذف منقاس في كل مضاعف العين واللام سكنت لامه وذلك في لغة سليم(١٨).
__________________
(١) انظر التبيان ٢ / ٩٠٣.
(٢) ما بين القوسين في ب : نخلفكم.
(٣) المختصر ٨٩ ، البحر المحيط ٦ / ٢٧٦.
(٤) في ب : ويروى.
(٥) في ب : فتحها. وهو تحريف.
(٦) المختصر ٨٩ ، البحر المحيط ٦ / ٢٧٦.
(٧) في ب : في رواية.
(٨) المختصر : ٨٩ ، البحر المحيط ٦ / ٢٧٦.
(٩) في ب : العامة بفتحها.
(١٠) في ب : إحدى. وهو تحريف.
(١١) انظر الكتاب ٤ / ٤٢٢.
(١٢) في ب : ألفاظ.
(١٣) وذلك أنه لما التقى المثلان في كلمة واحدة وتعذر الإدغام لسكون الثاني منهما ، لاتصال الضمير المتحرك به ، حذفوا الأول منهما حذفا على غير القياس قال سيبويه : (وكذلك فعل به في كل بناء تبنى اللام من الفعل فيه على السكون ولا تصل إليه الحركة شبهوها بأقمت ... ومثل ذلك قولهم : ظلت ومست ، حذفوا وألقوا الحركة على الفاء ، كما قالوا : خفت وليس هذا النحو إلا شاذا ، والأصل في هذا عربي كثير ، وذلك قولك : أحسست ، ومسست ، وظللت وأما الذين قالوا : ظلت ومست فشبهوها بلست ، فأجروها في فعلت مجراها في فعل ، وكرهوا تحريك اللام فحذفوا ... ولا نعلم شيئا من المضاعف شذّ عمّا وصفت لك إلا هذه الأحرف) الكتاب ٤ / ٤٢١ ، ٤٢٢.
(١٤) ما بين القوسين سقط من ب. وهو عجز بيت من بحر الوافر قاله أبو زبيد الطائي ، وصدره :
خلا أنّ العتاق من المطايا
وهو في مجاز القرآن ٢ / ٢٨ ، ١٣٧ ، ومجالس ثعلب ١ / ٤١٨. والتهذيب ٣ / ٤٠٨ ، الخصائص ٢ / ٤٣٨ ، المنصف ٣ / ٨٤ ، المحتسب ١ / ١٢٣ ، ٢٦٩ ، ٢ / ٧٦ ، أمالي ابن الشجري ١ / ٩٧ ، ٣٨٨.
الإنصاف ١ / ٢٧٣ ، ٢٧٧ ، ابن يعيش ١٠ / ١٥٤ ، اللسان (حسس ـ حسا) ويروى : حسين به.
(١٥) ما بين القوسين سقط من ب.
(١٦) ما بين القوسين سقط من ب ، وفيه أبي وهو تحريف.
(١٧) البحر المحيط ٦ / ٢٧٦.
(١٨) وهو ابن مالك قال في التسهيل : (ويجوز في لغة سليم حذف عين الفعل الماضي المضاعف المتصل بتاء الضمير أو نونه ، مجعولة حركتها على الفاء وجوبا إن سكنت وجوازا إن تحركت ولم تكن حركة العين فتحة ، وربما فعل ذلك بالأمر والمضارع) ٣١٤.