والثاني (١) : أن الباء زائدة في المفعول الثاني (٢). والتقدير : فأتبعهم فرعون جنوده ، كقوله تعالى : (وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ)(٣).
٣٦٨٤ ـ (.......... |
|
....... لا يقرأن بالسّور(١٤)(٥) |
وأتبع قد جاء متعديا (٦) لاثنين مصرح بهما قال تعالى : وأتبعناهم ذرياتهم (٧).
والثالث (٨) : أنها معدية (٩) على أن «أتبع» ، قد يتعدى لواحد بمعنى (١٠) تبع ويجوز على هذا الوجه (١١) أن تكون الباء للحال أيضا ، بل هو الأظهر. وقرأ أبو عمرو في رواية (١٢) والحسن «فاتّبعهم» بالتشديد ، وكذلك قراءة الحسن في جميع القرآن إلا في قوله : (فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ)(١٣). قوله : (ما غَشِيَهُمْ) فاعل «غشيهم» (١٤) وهذا من باب الاختصار وجوامع الكلم أي (١٥) : ما يقل لفظها ويكثر معناها ، أي فغشيهم ما لا يعلم كنهه إلا الله تعالى (١٦) وقراءة الأعمش «فغشّاهم» مضعّفا (١٧) ، وفي الفاعل حينئذ (١٨) ثلاثة أوجه :
أحدها : أنه «ما غشّاهم» كالقراءة قبله ، أي غطّاهم من اليمّ ما غطّاهم.
والثاني (١٩) : هو ضمير الباري تعالى. أي : فغشّاهم (٢٠) الله.
__________________
(١) في ب : الثاني.
(٢) انظر البحر المحيط ٦ / ٢٦٤.
(٣) في ب :«وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ» [البقرة : ١٩٥]. لأن الباء زائدة يقال : ألقى يده ، وألقى بيده. انظر التبيان ١ / ١٥٩.
(٤) جزء من بيت من بحر البسيط يروى لشاعرين متعاصرين : أحدهما الراعي النميري ، والآخر القتال الكلابي. وتمامه :
هنّ الحرائر لا ربّات أخمرة |
|
سود المحاجر لا يقرأن بالسور |
والبيت في مجالس ثعلب ١ / ٣٠١ ، المخصص ١٤ / ٥٧٠ ، ابن يعيش ٨ / ٢٣ ، المغني ١ / ٢٩ ، ١٠٩ ، ٢ / ٦٧٥ ، وشرح شواهده ١ / ٩١ ، ٣٣٦ ، والخزانة ٩ / ١٠٧.
(٥) ما بين المعقوفين سقط من ب.
(٦) في ب : وقد أتبع قد يجيء متعديا. وهو تحريف.
(٧) من قوله تعالى : «وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ» [الطور : ٢١] وأتبعناهم ذرياتهم قراءة أبي عمرو السبعة ٦١٢.
(٨) في ب : الثالث.
(٩) في ب : متعدية.
(١٠) انظر التبيان ٢ / ٨٩٩. فيكون تعدى إلى الثاني بواسطة الباء.
(١١) الوجه : سقط من ب.
(١٢) هي رواية أبي عبيد. انظر السبعة ٤٣٢ ، تفسير ابن عطية ١٠ / ٦٣.
(١٣) [الصافات : ١٠]. وانظر البحر المحيط ٦ / ٢٦٤.
(١٤) انظر البحر المحيط ٦ / ٢٦٤.
(١٥) في النسختين : إلى. والصواب ما أثبته.
(١٦) انظر الكشاف ٢ / ٤٤٢.
(١٧) المختصر : ٨٨ ، والبحر المحيط ٦ / ٢٦٤.
(١٨) في ب : صفة. وهو تحريف.
(١٩) في ب : وثانيها.
(٢٠) في ب : غشاهم.