يقال : ضللت كذا وضللته بفتح اللام وكسرها لغتان مشهورتان وأشهرهما الفتح (١).
والثاني : أنها مستأنفة لا محل لها من الإعراب ـ ساقها الله ـ تعالى (٢) ـ لمجرد الإخبار بذلك حكاية عن موسى (٣).
وقرأ الحسن وقتادة والجحدري وعيسى الثقفي وابن محيصن وحماد بن سلمة (٤) «لا يضلّ» بضم الياء (٥) ، أي لا يضلّ ربّي الكتاب ، أي : لا يضيعه ، يقال : أضللت الشيء أي أضعته و«ربّي» فاعل على هذا التقدير (٦).
وقيل : تقديره : لا يضلّ أحد ربّي عن علمه ، أي من علم الكتاب ، فيكون الربّ منصوبا على التعظيم (٦). وفرّق بعضهم بين ضللت وأضللت ، فقال (٧) : ضللت منزلي بغير ألف ، وأضللت بعيري ونحوه من الحيوان بالألف ، نثل ذلك الرماني (٨) عن العرب (٩).
وقال الفراء : يقال : ضللت الشيء إذا أخطأت (١٠) في مكانه ، وضللت لغتان ، فلم تهتد له (١١) كقوله (١٢) : ضللت الطريق والمنزل ، ولا يقال : أضللته إلا إذا ضاع منك كالدابة انفلتت وشبهها(١٣).
قوله : (وَلا يَنْسى) في فاعل «ينسى» قولان :
__________________
(١) في اللسان (ضلل) : ضللت تضلّ هذه اللغة الفصيحة ، وضللت تضل ضلالا وضلالة ، وبنو تميم يقولون : ضللت أضلّ ، وضللت أضلّ وأهل الحجاز يقولون : ضللت أضلّ ، وأهل نجد يقولون : ضللت أضلّ ، وقال الجوهري : لغة نجد هي الفصيحة.
(٢) في ب : ساقها تبارك وتعالى.
(٣) القرطبي : ١١ / ٢٠٨.
(٤) هو حماد بن سلمة بن دينار أبو سلمة البصري ، روى القراءة عرضا عن عاصم وابن كثير ، روى عنه الحروف حرميّ بن عمارة وحجاج بن المنهال وشيبة بن عمرو المصيصي. مات سنة ١٦٧ ه. طبقات القراء ١ / ٢٥٨.
(٥) انظر المختصر (٨٧) والبحر المحيط ٦ / ٢٤٨.
(٦) التبيان ٢ / ٨٩٣.
(٦) التبيان ٢ / ٨٩٣.
(٧) في ب : ويقال.
(٨) هو علي بن عيسى أبو الحسن الرماني ، كان إماما في العربية في طبقة الفارسي ، والسيرافي ، أخذ عن الزجاج وابن السراج وابن دريد ، صنف التفسير ، شرح أصول ابن السراج ، شرح سيبويه ، شرح المقتصب ، معاني الحروف وغير ذلك مات سنة ٣٨٤ ه. البغية ٢ / ١٨٠ ـ ١٨١.
(٩) البحر المحيط ٦ / ٢٤٨.
(١٠) في ب : إذا خطأت.
(١١) في ب : لذلك.
(١٢) في ب : كما تقول.
(١٣) يبدو أن ابن عادل نقل ما قاله الفراء من البحر المحيط ٦ / ٢٤٨. دون الرجوع إلى كتاب معاني القرآن للفراء ، ونص كلام الفراء : (وتقول : أضللت الشيء إذا ضاع ، مثل الناقة والفرس وما انفلت منك وإذا أخطأت الشيء الثابت موضعه مثل الدار والمكان قلت : ضللته وضللته لغتان ، ولا تقل : أضللت ولا أضللته) معاني القرآن ٢ / ١٨١.