وقرأ العامة «عصاي» بفتح الياء. والجعفري وابن أبي إسحاق «عصيّ» بالقلب والإدغام (١). وقد تقدّم توجيه ذلك أوّل البقرة ، ولمن تنسب هذه اللغة (٢) والشعر المروي في ذلك (٣).
وروي عن أبي عمرو وابن (٤) أبي إسحاق أيضا (والحسن «عصاي» بكسر الياء لالتقاء الساكنين (٥) ، وعن أبي إسحاق) (٦) «عصاي» بسكونها وصلا (٧) وقد فعل ذلك نافع مثل ذلك في «محياي» (٨) فجمع بين ساكنين وصلا ، وقد (٩) تقدم الكلام هناك (١٠).
قوله : «أتوكّأ» (١١) يجوز أن يكون خبرا ثانيا ل «هي» (١٢) ويجوز أن يكون حالا إمّا من «عصاي» وإمّا من «الياء» (١٣) وفيه بعد ، لأن مجيء (١٤) الحال من المضاف إليه قليل ، وله مع ذلك شروط ليس فيه شيء منها هنا (١٥).
__________________
(١) انظر المختصر ٨٧ ، البحر المحيط ٦ / ٣٣٤.
(٢) في ب : الآية. وهو تحريف.
(٣) عند قوله تعالى :«قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْها جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنْ اتبع هُدايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ» [البقرة : ٣٨].
ذكر ابن عادل هناك : قرىء بقلب الألف ياء وإدغامها في ياء المتكلم وهي لغة هذيل ، قال شاعرهم :
سبقوا هويّ وأعنقوا لهواهم |
|
فتخرّموا ولكلّ جنب مصرع |
فكأنهم لما لم يصلوا إلى ما تستحقه ياء المتكلم فمن كسر ما قبلها لكونه ألفا أتوا بما يناسب الكسرة فقلبوا الألف ياء.
انظر اللباب ١ / ١٢٩ ـ ١٣٠.
(٤) في ب : ابن.
(٥) انظر المحتسب ٢ / ٤٨ ، والبحر المحيط ٦ / ٣٣٤.
(٦) ما بين القوسين سقط من الأصل.
(٧) انظر المحتسب ٢ / ٤٩ ، والبحر المحيط ٦ / ٢٣٤.
(٨) من قوله تعالى : «قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيايَ وَمَماتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ» [الأنعام : ١٦٢].
(٩) قد : سقط من الأصل.
(١٠) قرأ نافع ومحياي بسكون ياء المتكلم ، وفيها الجمع بين ساكنين قال الفارسي : كقولهم : التقت حلقتا البطان ، ولفلان ثلثا المال بثبوت الألفين وقد طعن بعض الناس على هذه القراءة بما ذكر من الجمع بين الساكنين ، وتعجب من كون هذا القارىء يحرك ياء «مماتي» ويسكن ياء «محياي» وقد نقل بعضهم عن نافع الرجوع عن ذلك. انظر اللباب ٣ / ٥٥٦.
(١١) في ب : «أَتَوَكَّؤُا عَلَيْها».
(١٢) انظر التبيان ٢ / ٨٨٨.
(١٣) انظر المرجع السابق.
(١٤) في ب : المجيء.
(١٥) لا يجوز مجيء الحال من المضاف إليه إلا إذا توافر له واحد من أمور ثلاثة :
أ ـ أن يكون المضاف مما يصح عمله في الحال ، كاسم الفاعل والمصدر ونحوهما مما تضمن معنى الفعل نحو : هذا ضارب هند مجردة ، وأعجبني قيام زيد مسرعا ، ومنه قوله تعالى : (إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً) [يونس : ٤٠] ، ومنه قول الشاعر :
تقول ابنتي إنّ انطلاقك واحدا |
|
إلى الروع يوما تاركي لا أباليا ـ |