وفضلى وفضل ، يقال سماء عليا وسموات على (١).
ومعنى الآية : (تَنْزِيلاً مِمَّنْ خَلَقَ)(٢) أي : (من الله الذي خلق الأرض والسّموات العلى) (٣) يعني العالية (٤) الرفيعة (٥).
وفائدة وصف السّموات بالعلى : الدلالة (٦) على عظم قدرة من يخلق مثلها في علوها (وبعد مرتقاها) (٧)(٨).
قوله : «الرّحمن» العامة على رفعه ، وفيه أوجه :
أحدها : أنه بدل من الضمير المستكن في «خلق» ذكره ابن عطية (٩) ، ورده أبو حيان بأن البدل يحل محل المبدل منه ، ولو حل محله لم يجز لخلو الجملة الموصولة بها من رابط يربطها به (١٠).
الثاني : أن يرتفع على خبر مبتدأ مضمر تقديره : هو الرّحمن (١١).
الثالث : أن يرتفع على الابتداء مشارا بلامه إلى «من خلق» والجملة بعده خبر. وقرأ جناح بن حبيش : «الرّحمن» مجرورا (١٢) ، وفيه وجهان :
أحدهما : أنه بدل من الموصول. لا يقال : إنه يؤدي إلى البدل بالمشتق وهو قليل ، لأن (الرحمن) يجري مجرى الجوامد لكثرة إيلائه العوامل (١٣).
__________________
(١) لأن ما كان على وزن (فعلى) أنثى (أفعل) صفة يجمع على (فعل) كالكبرى أنثى الأكبر ، والوسطى أنثى الأوسط والصغرى أنثى الأصغر ، فتقول في الجمع كبر ـ وسط ـ صغر. انظر شرح التصريح ٢ / ٣٠٦.
(٢) في ب : تنزيلا ممن خلق الأرض والسموات العلى.
(٣) ما بين القوسين سقط في ب.
(٤) في ب : العاليات.
(٥) انظر البغوي ٥ / ٤١٠.
(٦) في ب : للدلالة. وهو تحريف.
(٧) انظر الكشاف ٢ / ٤٢٧ ، والفخر الرازي ٢٢ / ٥.
(٨) ما بين القوسين في ب : وارتفاعها.
(٩) تفسير ابن عطية ١٠ / ٤.
(١٠) قال أبو حيان : (وأرى أن مثل هذا لا يجوز ، لأن البدل يحل محل المبدل منه و(الرّحمن) لا يمكن أن يحل محل الضمير ، لأن الضمير عائد على (من) الموصولة ، و(خلق) صلة ، والرابط هو الضمير فلا محل محله الظاهر لعدم الرابط). البحر المحيط ٦ / ٢٢٦.
(١١) قال الزمخشري : والرفع أحسن لأنه إما أن يكون رفعا على المدح على تقدير هو الرحمن ، وإما أن يكون مبتدأ مشارا بلامه إلى «من خلق» الكشاف ٢ / ٤٢٧.
(١٢) المختصر (٨٧) ، البحر المحيط ٦ / ٢٢٦.
(١٣) أي أنه بدل من الموصول في قوله «مِمَّنْ خَلَقَ» في الآية السابقة. قاله الزجاج. معاني القرآن وإعرابه ٣ / ٣٥٠ ، وانظر البحر المحيط ٦ / ٢٢٦.