رد (١) واضح. وقد أوضح الزمخشري هذا فقال : فإن قلت (٢) هل يجوز أن تكون «تذكرة» بدلا من محل «لتشقى» (٣)؟ قلت (٤) : لا لاختلاف الجنسين ولكنها نصب (٥) على الاستثناء المنقطع الذي (إلّا) فيه بمعنى (لكن) (٦).
قال أبو حيان : يعني باختلاف الجنسين أن نصبه «تذكرة» نصبة صحيحة ليست بعارضة (٧) ، والنصبة التي تكون في «لتشقى» (٨) بعد نزع الخافض نصبة عارضة ، والذي نقول إنه ليس له محل ألبتة فيتوهم البدل منه (٩).
قال شهاب الدين : ليس مراد الزمخشري باختلاف الجنسين إلا ما نقل عن الفارسي ردا على الزجاج ، وأي أثر لاختلاف النصبتين في ذلك (١٠).
الثالث : أن يكون نصبا على الاستثناء المنقطع أي : لكن أنزلنا تذكرة (١١).
الرابع : أنه مصدر مؤكد لفعل مقدر ، أي : لكن ذكرنا ، أو : تذكرته أنت تذكرة (١٢).
وقيل التقدير : ما أنزلنا عليك القرآن لتحمل متاعب التبليغ إلا ليكون تذكرة ، كما يقال : (ما شافهناك بهذا الكلام لتتأذّى إلّا ليعتبر بك غيرك) (١٣)(١٤).
الخامس : أنه مصدر في موضع الحال ، أي إلا مذكّرا (١٥).
السادس : أنه بدل من القرآن ، ويكون القرآن هو التذكرة. قاله الحوفي (١٦).
السابع : أنه مفعول له أيضا ، ولكن العامل فيه «لتشقى» ، ويكون المعنى (١٧) كما قال (١٨)
__________________
(١) رد : سقط في ب.
(٢) في ب : فإن قيل.
(٣) في ب : «تشقى».
(٤) في ب : قلنا.
(٥) في ب : نصبت.
(٦) الكشاف ٢ / ٤٢٧. وبهذا رد الزمخشري تخريج الزجاج وابن عطية في أنه يجوز أن تكون «تذكرة» بدلا من محل «لتشقى» ، وجعل «تذكرة» منصوبة على الاستثناء المنقطع.
(٧) في ب : معارضة. وهو تحريف.
(٨) في ب : تشقى.
(٩) البحر المحيط ٦ / ٢٢٥. منهم أبو حيان مراد الزمخشري من قوله : لاختلاف الجنسين. أنه اختلاف النصبتين ، وقد رد شهاب الدين هذا وقال : مراد الزمخشري باختلاف الجنسين أن التذكرة ليست بشقاء.
كما يتضح من النص الآتي لشهاب الدين. وأرى أن القول ما قال شهاب الدين.
(١٠) الدر المصون ٥ / ١٩.
(١١) انظر الكشاف ٢ / ٤٢٧ ، البيان ٢ / ١٣٥ ، التبيان ٢ / ٨٨٤.
(١٢) أي أنه مفعول مطلق مؤكد لعامله. التبيان ٢ / ٨٨٤.
(١٣) الفخر الرازي ٢٢ / ٤.
(١٤) ما بين القوسين في ب : ما شاهداك فهذا الكلام للتتأذى إلا ليعتبر.
(١٥) انظر التبيان ٢ / ٨٨٤.
(١٦) انظر البحر المحيط ٦ / ٢٢٥.
(١٧) في ب : العامل. وهو تحريف.
(١٨) في ب : قاله. وهو تحريف.