بالهمز (١) قيل : من رؤية العين ، وفعل فيه بمعنى مفعول أي : مرئيّ (٢). وقيل : من الرواء وحسن المنظر(٣). وقيل : بل هو من الريّ ضد العطش ، وليس مهموز الأصل (٤) ، والمعنى : أحسن منظرا ، لأنّ الريّ والامتلاء أحسن من ضديهما ، ومعناه الارتواء من النعمة (٥) ، فإنّ المنعم يظهر فيه ارتواء النعمة ، والفقير يظهر عليه ذبول الفقر. وقرأ حميد (٦) وأبو بكر (٧) عن عاصم في رواية الأعمش «وريئا» بياء ساكنة بعدها همزة (٨) وهو مقلوب (٩) من «رئيا» في قراءة العامة (١٠) ، ووزنه «فلع» (١١) ، وهو من راءه يراؤه كقول الشاعر :
٣٦٢٠ ـ وكلّ خليل راءني فهو قائل |
|
من اجلك (١٢) هذا هامة (١٣) اليوم أو غد (١٤) |
وفي القلب من القلب ما فيه. وروى اليزيدي (١٥) قراءة «ورياء» بياء بعدها ألف «بعدها همزة»(١٦) ، وهي من المراءاة ، أي : يرى بعضهم حسن بعض (١٧) ، ثم خفف
__________________
ـ وأدغمت الياء المبدلة من الهمزة في الياء الثانية التي هي لام ، فصار «وريّا» ، لأنه في الأصل فعل من (رأيت). الكتاب ٣ / ٥٤٣ ـ ٥٤٤ ، المحتسب ٢ / ٤٤ ، البيان ٢ / ١٣٤ ، التبيان ٢ / ٨٨٠.
(١) في ب : الراء بالهمز. وهو تحريف.
(٢) لأن المصدر قد يجيء ويراد به المفعول ، كقولهم : ضرب الأمير ، أي : مضروبه. شرح المفصل ٦ / ٥٠.
(٣) أي أنه يجوز أن يكون من الرواء ، وهو ما يظهر من الزي في اللباس وغيره ، فيكون أصله الهمز ، ولكن خففت الهمزة ، فأبدل منها ياء. الكشف ٢ / ٩١.
(٤) فيكون أصل «وريّا» (وروي) من رويت ، فأبدلت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها ، وهي مفردة ، وأدغمت الياء في الياء. المحتسب ٢ / ٤٤ ، التبيان ٢ / ٨٨٠ ، البحر المحيط ٦ / ٢١٠.
(٥) في ب : النعم.
(٦) في ب : أبو حميد. وهو تحريف. وهو حميد بن قيس الأعرج ، أبو سفيان المكي ، القارىء. أخذ القراءة عن مجاهد بن جبير ، رورى القراءة عنه سفيان بن عيينة ، وأبو عمرو بن العلاء ، وغيرهما ، مات سنة ١٣٠ ه. طبقات القراء ١ / ٢٦٥.
(٧) تقدم.
(٨) السبعة (٤١١) ، تفسير ابن عطية ٩ / ٥٢٠ ، البحر المحيط ٦ / ٢١٠.
(٩) القلب المكاني : هو تقديم بعض حروف الكلمة على بعض ، مع اتفاق المعنى في الحالين كما في كلمة (أوباش) ، فإنها مقلوبة عن كلمة (أوشاب) ، وهما بمعنى واحد ، وهم الأخلاط من الناس ، والقلب في (ريئا) من (رئيا) بتقديم اللام على العين. القلب المكاني في ضوء الفكر اللغوي (٤ ـ ٥.
(١٠) في ب : في قوله. وهو تحريف.
(١١) البيان ٢ / ١٣٤ ، التبيان ٢ / ٨٨٠ ، البحر المحيط ٦ / ٢١٠ ـ ٢١١.
(١٢) في ب : أجلد. وهو تحريف.
(١٣) في ب : عامة. وهو تحريف.
(١٤) البيت من بحر الطويل ، قاله كثير عزة ، اللسان (رأى ، هوم.
(١٥) هو يحيى بن المبارك بن المغيرة العدوي ، أبو محمد اليزيدي ، النحوي ، المقرىء ، اللغوي ، أخذ عن الخليل اللغة ، والعروض ، وكان أحد القراء الفصحاء العالمين بلغة العرب ، والنحو ، وصنف مختصرا في النحو ، والمقصور والممدود ، النقط والشكل ، النوادر مات سنة ٢٠٢ ه. بغية الوعاة ٢ / ٣٤٠.
(١٦) ما بين القوسين سقط من ب.
(١٧) المختصر (٨٦) ، البحر المحيط ٦ / ٢١١.