والباقون بالفتح (١) وفي كلتا القراءتين (٢) يحتمل أن يكون اسم مكان (٣) «أو اسم مصدر من قام ثلاثيا ، أو من أقام أي : خير مكان» (٤) قياما (٥) أو إقامة (٦).
فصل
قالوا : زيد (٧) خير من عمرو ، وشرّ من بكر ، ولم يقولوا : أخير منه ، ولا أشرّ منه ، لأنّ هاتين اللفظتين كثر استعمالهما فحذفت (٨) همزتاهما ، ولم يثبتا إلا في فعل التعجب ، «فقالوا : أخير بزيد وأشرر بعمرو ، وما أخير زيدا وما أشرّ عمرا.
والعلة في إثباتها في فعلي التعجب أنّ» (٩) استعمال هاتين اللفظتين اسما أكثر من استعمالهما فعلا ، فحذفت الهمزة في موضع «الكثرة ، وبقيت على أصلها في موضع» (١٠) القلة ثابتة (١٠). والنّديّ (١١) فعيل ، أصله : نديو (١٢) ، لأنّ لامه واو (١٣) ، يقال : ندوتهم أندوهم ، أي : أتيت ناديهم (١٤) والنّادي ، مثله ، ومنه (١٥) : (فَلْيَدْعُ نادِيَهُ)(١٦) أي : أهل ناديه. والنّديّ (١٧) والنّادي مجلس القوم ومحدثهم.
وقيل : هو مشتق من النّدى ، وهو الكرم ، لأنّ الكرماء يجتمعون فيه. وانتديت المكان والمنتدى كذلك ، «وقال حاتم (١٨)» (١٩) :
__________________
(١) السبعة (٤١١) ، الحجة لابن خالويه (٢٣٩) الكشف ٢ / ٩١ ، البحر المحيط ٦ / ٤١٠ ، النشر ٢ / ٣١٨ ـ ٣١٩ ، الإتحاف (٣٠٠).
(٢) في ب : القولين القراءتين. وهو تحريف.
(٣) في ب : اسمها اسم مكان. وهو تحريف.
(٤) ما بين القوسين سقط من ب.
(٥) في ب : قيامة. وهو تحريف.
(٦) لأنّ المصدر الميميّ من الثلاثي يكون على وزن (مفعل) ، واسم المكان من الثلاثي الذي مضارعه (يفعل) يكون على وزن مفعل. والمصدر الميمي واسم المكان من أفعل يكونان على وزن اسم المفعول. أي : على وزن مفعل.
التبيان ٢ / ٨٧٩ ، شرح الشافية ١ / ١٦٨ ، ١٨١ ، ١٨٦.
(٧) في ب : ذلك. وهو تحريف.
(٨) في ب : فحذف.
(٩) ما بين القوسين سقط من ب.
(١٠) انظر شرح الكافية ٢ / ٢١٢ ، ٣٠٨ ، شرح التصريح ٢ / ١٠٠ ـ ٥١١ حاشية الصبان على الأشموني ٣ / ٤٣.
(١٠) انظر شرح الكافية ٢ / ٢١٢ ، ٣٠٨ ، شرح التصريح ٢ / ١٠٠ ـ ٥١١ حاشية الصبان على الأشموني ٣ / ٤٣.
(١١) في ب : فصل. وهو تحريف.
(١٢) في الأصل : نديوي ، وهو تحريف. و(نديو) اجتمعت فيه الواو والياء في كلمة والسابق منهما ساكن ، فقلبت الواو ياء ، وأدغمت الياء في الياء ، فصار (نديّ) شرح الشافية ٣ / ١٣٩.
(١٣) في ب : لام. وهو تحريف.
(١٤) التبيان ٢ / ٨٧٩.
(١٥) في ب : ومثله.
(١٦) [العلق : ١٧].
(١٧) والنّديّ : سقط من ب.
(١٨) حاتم بن عبد الله بن سعد بن الحشرج الطائي ، ويكنى أبا عدي أحد شعراء الجاهلية ، وكان جوادا يشبه جوده شعره ، ويصدق قوله فعله. الخزانة ٣ / ١٢٧ ـ ١٣٠.
(١٩) ما بين القوسين في ب : قال الشاعر.