قوله : «على الرّحمن» متعلق ب «أشدّ» ، و«عتيّا» منصوب على التمييز وهو محول عن المبتدأ (١) ، «إذ التقدير» (٢) : أيّهم هو عتوه أشد (٣). ولا بدّ من محذوف يتم به الكلام (٤) ، التقدير : فيلقيه في العذاب ، أو فنبدأ بعذابه (٥). قال الزمخشري : فإن قلت (٦) : بم (٧) يتعلق «على» ، و«الباء» ، فإن تعلقهما بالمصدرين لا سبيل إليه.
قلت : هما للبيان لا للصلة ، أو يتعلقان (٨) بأفعل ، أي : عتوهم أشد على الرحمن ، وصليهم أولى بالنار ، كقولهم : هو أشد على خصمه ، وهو أولى بكذا (٩).
يعني ب «على» قوله : «على الرّحمن» ، وب «الباء» قوله : (بِالَّذِينَ هُمْ) (١٠) وقوله : بالمصدرين. يعني بهما «عتيّا» و«صليّا».
«وأما كونه لا سبيل إليه» (١١) ، فلأنّ المصدر في نية الموصول (١٢) ، ولا يتقدم معمول الموصول عليه (١٣) «وجوّز بعضهم» (١٤) أن يكون «عتيّا» ، و«صليّا» في هذه الآية مصدرين كما تقدم (١٥) وجوّز أن يكون جمع عات وصال فانتصابهما على هذا على الحال. وعلى هذا يجوز أن يتعلق «على» و«الباء» بهما لزوال المحذوف المذكور (١٦).
قال المفسرون : معنى قوله : (ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلى بِها صِلِيًّا) أي أحق بدخول النار(١٧). يقال : صلي يصلى صليّا مثل لقي يلقى لقيّا ، وصلى يصلي صليّا مثل مضى يمضي مضيّا ، إذا دخل النار ، وقاسى حرّها.
قوله تعالى : (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها) الآية (١٨). الواو في «وإن» فيها وجهان :
أحدهما : أنها عاطفة لهذه الجملة (١٩) على ما قبلها (٢٠). وقال ابن عطية : (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها) قسم ، والواو تقتضيه ، ويفسره قول النبي صلىاللهعليهوسلم «من مات له ثلاث من
__________________
(١) في ب : الابتداء.
(٢) ما بين القوسين سقط من ب.
(٣) انظر البحر المحيط ٦ / ٢٠٩.
(٤) في ب : الكلام المحذوف. وهو تحريف.
(٥) انظر البحر المحيط ٦ / ٢٠٩.
(٦) في ب : فإن قيل.
(٧) في ب : بما. وهو تحريف.
(٨) في ب : متعلقان.
(٩) الكشاف ٢ / ٤١٩.
(١٠) في ب : هم الذين أولى بها صليّا.
(١١) ما بين القوسين سقط من ب.
(١٢) في ب : المعمول. وهو تحريف.
(١٣) أي : أنّ الموصول لا تتقدم صلته عليه ، لأنّ الموصول والصلة كجزأي الكلمة ، وكذلك المصدر لا يتقدم معموله عليه ، إذ إن المصدر مقدر ب (أن) والفعل ، و(أن) صلة كالذي ، فلا يتقدم عليه ما كان من صلته ، فالمصدر ومعموله أيضا كجزأي الكلمة.
شرح المفصل ٦ / ٦٧ ، شرح الكافية ٢ / ٦٠ ، المقرب ١٤٥.
(١٤) ما بين القوسين سقط من ب.
(١٥) وهو الزمخشري. الكشاف ٢ / ٤١٩.
(١٦) البحر المحيط ٦ / ٢٠٩.
(١٧) القرطبى ١١ / ١٣٥.
(١٨) الآية : سقط من ب ، وكتبت الآية كاملة.
(١٩) في ب : للجملة.
(٢٠) البحر المحيط ٦ / ٢٠٩.