قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

اللّباب في علوم الكتاب [ ج ١٣ ]

578/640
*

(رِزْقَهُ (١) وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ)(٢). والعامة على «نقدر» بنون العظمة مفتوحة وتخفيف الدال ، والمفعول محذوف أي : الجهات والأماكن (٣).

وقرأ الزهري بضمها وتشديد الدال (٤). وقرأ ابن أبي ليلى (٥) وأبو شرف والكلبي وحميد بن قيس ويعقوب «يقدر» بضم الياء من تحت ، وفتح الدال خفيفة مبنيا للمفعول (٦). وقرأ الحسن وعيسى بن عمر بفتح الياء وكسر الدال خفيفة (٧) وعلي بن أبي طالب واليماني بضم الياء وكسر الدال مشددة (٨).

والفاعل على هذين الوجهين ضمير يعود على الله تعالى (٩).

قوله : (أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ) يجوز في «أن» وجهان :

أحدهما : أنها المخففة من الثقيلة فاسمها كما تقدم محذوف ، والجملة المنفية بعدها الخبر (١٠).

والثاني : أنها تفسيرية ، لأنّها بعد ما هو بمعنى القول دون حروفه (١١).

فصل

معنى الآية : واذكر صاحب الحوت ، وهو يونس بن متى (إِذْ ذَهَبَ (١٢) مُغاضِباً) قال ابن عباس (١٣) : كان يونس وقومه يسكنون فلسطين ، فغزاهم ملك وسبى منهم تسعة

__________________

ـ صدر الجملة الواقعة خبر «أن» المخففة فعلا متصرفا ولم يكن دعاء فالأحسن الفصل بين (أن) وبينه ب (قد) نحو«وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنا» [المائدة : ١١٣] ، أو نفي ب (لا) نحو«وَحَسِبُوا أن لا تَكُونَ فِتْنَةٌ» [المائدة : ٧١] أو (لن) كالآية التي معنا أو (لم) نحو«أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ» [البلد : ٧] أو حرف التنفيس نحو«عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ» [المزمل : ٢٠]. أو (لو) نحو «وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ» [الجن : ١٦]. وانظر شرح الأشموني ١ / ٢٩١ ـ ٢٩٢.

(١) من قوله تعالى : «وَأَمَّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهانَنِ» [الفجر : ١٦].

(٢) من قوله تعالى : «لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ ، وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتاهُ اللهُ» [الطلاق : ٧].

(٣) انظر البحر المحيط ٦ / ٣٣٥ ، الاتحاف (٣١١).

(٤) البحر المحيط ٦ / ٢٣٥. وتكون القاف مفتوحة.

(٥) هو عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري ، الكوفي ، عرض القرآن على أبيه عن علي ، عرض عليه أخوه محمد بن عبد الرحمن القاضي ، وثقه ابن معين ، ومناقبه كثيرة مات سنة ١٤٨ ه‍. طبقات القراء ١ / ٦٠٩.

(٦) المختصر (٩٢) ، البحر المحيط ٦ / ٣٣٥ ، الاتحاف (٣١١).

(٧) المختصر (٩٢) ، البحر المحيط ٦ / ٣٣٥.

(٨) البحر المحيط ٦ / ٣٣٥. وتكون القاف مفتوحة.

(٩) تعالى : سقط من ب.

(١٠) عند إعراب قوله تعالى أَنْ لَنْ نَقْدِرَ.

(١١) انظر الكشاف ٣ / ١٩ ، وسبق الحديث عن «أن» المفسرة عند قوله تعالى : «أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِ» [طه : ٣١].

(١٢) في ب : هب. وهو تحريف.

(١٣) من هنا نقله ابن عادل عن الفخر الرازي ٢٢ / ٢١٢.