أيّها النّبيّ (١) حسبك الله ومن اتّبعك من المؤمنين» (٢) وقال عليهالسلام (٣) : «إنّ لي في السّماء وزيرين ، وفي الأرض وزيرين فاللّذان في السّماء جبريل وميكائيل (عليهماالسلام) (٤) واللّذان في الأرض أبو (٥) بكر وعمر (رضي الله عنهما» (٦)) (٧).
وقال عليهالسلام (٨) : «إذا أراد الله بملك خيرا قيّض الله له وزيرا صالحا إن نسي ذكّره ، وإن نوى خيرا أعانه ، وإن أراد شرّا كفّه» (٩) وقال أنو شروان : لا يستغني أجود السيوف عن الصقل ، ولا أكرم الدوابّ عن السّوط (ولا أعلم الملوك عن الوزير) (١٠)(١١). وأراد موسى ـ عليهالسلام (١٢) ـ أن يكون ذلك الوزير من أهله أي من أقاربه ، وأن يكون أخاه هارون ، والسبب فيه إما لأن التعاون على الدين (١٣) منفعة عظيمة فأراد (١٤) أن لا تحصل هذه (١٥) الدرجة إلا لأهله ، أو لأن كل واحد منهما كان في غاية المحبة لصاحبه(١٦).
وكان هارون أكبر سنا من موسى بأربع سنين ، وكان أفصح منه لسانا ، وأجمل ، وأوسم أبيض اللون ، وكان موسى آدم اللون أقنى جعدا (١٧).
و (اشْدُدْ بِهِ) (أزري» قوّ) (١٨) ظهري ، (وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي) في النبوة. والأزر القوة ، وآزره : قوّاه. وقال أبو عبيدة (١٩) : أزري : ظهري (٢٠). وفي كتاب الخليل : الأزر الظّهر (٢١).
ثم إنه تعالى حكى عنه ما لأجله دعا بهذا الدعاء فقال : (كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً) قال الكلبي : نصلّي لك كثيرا ، ونحمدك ، ونثني عليك (٢٢).
والتّسبيح : تنزيه الله تعالى في ذاته وصفاته عمّا لا يليق به (٢٣). (وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً) أي : نصفك بصفات الجلال والكبرياء.
__________________
(١) «يا أَيُّهَا النَّبِيُّ» : * سقط من ب.
(٢) [الأنفال : ٦٤].
(٣) في ب : عليه الصلاة والسلام.
(٤) ما بين القوسين سقط من ب.
(٥) في الأصل : أبي. وهو تحريف.
(٦) أخرجه الترمذي (مناقب) ٥ / ٢٧٨ ـ ٢٧٩.
(٧) ما بين القوسين سقط من ب.
(٨) في ب : وقال صلىاللهعليهوسلم.
(٩) أخرجه أبو داود (إمارة) ٣ / ٣٤٥.
(١٠) آخر ما نقله هنا عن الفخر الرازي ٢٢ / ٤٨ ـ ٤٩.
(١١) ما بين القوسين تكملة من الفخر الرازي.
(١٢) في ب : عليه الصلاة والسلام.
(١٣) على الدين : سقط من ب.
(١٤) في ب : أراد.
(١٥) في ب : هذه المنفعة.
(١٦) انظر الفخر الرازي ٢٢ / ٤٩.
(١٧) انظر البغوي ٥ / ٤٢١.
(١٨) ما بين القوسين سقط من ب.
(١٩) في ب : أبو عبيد. وهو تحريف.
(٢٠) مجاز القرآن ٢ / ١٨.
(٢١) العين (أزر).
(٢٢) انظر البغوي ٥ / ٢٤٢.
(٢٣) انظر الفخر الرازي ٢٢ / ٥٠.