وأخرجها تخرج ، فحذف من الأول والثاني وأبقى مقابليهما ليدلان على ذلك (١) إيجازا واختصارا وإنما احتيج إلى هذا ، لأنه لا (٢) يترتب على مجرد الضم الخروج (٣). وقوله : «بيضاء» حال من فاعل تخرج(٤).
قوله : (مِنْ غَيْرِ سُوءٍ) يجوز أن يكون متعلقا ب «تخرج» (٥) وأن يكون متعلقا ب «بيضاء» لما فيها من معنى الفعل نحو ابيضت من غير سوء (٦). (ويجوز) (٧) أن يكون متعلقا بمحذوف على أنه حال من الضمير في «بيضاء» (٨).
وقوله : (مِنْ غَيْرِ سُوءٍ) يسمى عند أهل البيان الاحتراس ، وهو أن يؤتى بشيء يرفع توهم من يتوهم غير المراد ، وذلك أن البياض قد يراد به البرص (٩) والبهق (١٠) فأتى بقوله : (مِنْ غَيْرِ سُوءٍ) نفيا لذلك (١١).
قوله : «آية» فيها أوجه :
أحدها : أن يكون حالا ، أعني أنها بدل من «بيضاء» الواقعة حالا (١٢).
الثاني : أنها حال من الضمير في «بيضاء» (١٣).
الثالث : أنها حال من (الضمير في) (١٤) الجار والمجرور (١٥).
والرابع : أنها منصوبة بفعل محذوف (١٦) ، فقدره أبو البقاء : جعلناها آية ، (أو آتيناك) (١٧) آية (١٨). وقدره الزمخشري : خذ آية ، وقدر أيضا : دونك آية (١٩). ورد أبو
__________________
(١) في ب : تلك.
(٢) في ب : لما. وهو تحريف.
(٣) انظر البحر المحيط ٦ / ٢٣٦.
(٤) انظر مشكل إعراب القرآن ٢ / ٦٦ ، البيان ٢ / ١٤١ ، التبيان ٢ / ٨٨٩.
(٥) انظر التبيان ٢ / ٨٨٩.
(٦) انظر الكشاف ١ / ٤٣١ ، القرطبي ١١ / ١٩١ ، البحر المحيط ٦ / ٢٣٦.
(٧) ما بين القوسين سقط من ب.
(٨) انظر التبيان ٢ / ٨٨٩ ، وجوز الحوفي وأبو البقاء أن يكون (من غير سوء) نعتا ل (بيضاء) والعامل فيه الاستقراء. التبيان ٢ / ٨٨٩ ، والبحر المحيط ٦ / ٢٣٦.
(٩) البرص : داء معروف ، وهو بياض يقع في الجسد. اللسان (برص).
(١٠) البهق : بياض دون البرص. اللسان (بهق).
(١١) انظر الإيضاح (٢٠٣).
(١٢) انظر مشكل إعراب القرآن ٢ / ٥٦٦ البيان ٢ / ١٤١ ، التبيان ٢ / ٨٨٩.
(١٣) انظر التبيان ٢ / ٨٨٩.
(١٤) ما بين القوسين سقط من ب.
(١٥) انظر التبيان ٢ / ٨٨٩.
(١٦) انظر مشكل إعراب القرآن ٢ / ٥٦٦ الكشاف ٢ / ٤٣١ ، البيان ٢ / ١٤١ ، التبيان ٢ / ٨٨٩.
(١٧) ما بين القوسين في ب : وقدرناها آية وأتيناها. وهو تحريف.
(١٨) التبيان ٢ / ٨٨٩.
(١٩) قال الزمخشري : (وفي نصب (آية) وجه آخر ، وهو أن يكون بإضمار نحو : خذ ، دونك ، وما أشبه ذلك ، حذف لدلالة الكلام) الكشاف ٢ / ٤٣١.