قائمة الکتاب
فصل فيما تشير إليه «ذلك»
٦٣سورة طه
سورة الأنبياء
إعدادات
اللّباب في علوم الكتاب [ ج ١٣ ]
اللّباب في علوم الكتاب [ ج ١٣ ]
المؤلف :أبي حفص عمر بن علي بن عادل الدمشقي الحنبلي
الموضوع :القرآن وعلومه
الناشر :دار الكتب العلميّة
الصفحات :640
تحمیل
«قال» يقال : قال يقول قولا وقالا وقولا ؛ كالرّهب ، والرّهب والرّهب ، وقال أبو البقاء : «والقال : اسم للمصدر ؛ مثل : القيل ، وحكي «قول الحقّ» بضمّ القاف ؛ مثل «الرّوح» وهي لغة فيه». قال شهاب الدين : الظاهر أنّ هذه مصادر كلّها ، ليس بعضها اسما للمصدر ، كما تقدّم تقريره في الرّهب والرّهب والرّهب.
وقرأ طلحة والأعمش «قال الحقّ» جعل «قال» فعلا ماضيا ، و«الحقّ» فاعل ، والمراد به الباري تعالى ، أي : قال الله الحقّ : إنّ عيسى هو كلمة الله ، ويكون قوله (الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ) خبرا لمبتدأ محذوف.
وقرأ (١) عليّ بن أبي طالب ـ كرم الله وجهه ـ والسلميّ ، وداود بن أبي هند ، ونافع ، والكسائيّ في رواية عنهما [«تمترون» بتاء] الخطاب ، والباقون بياء الغيبة ، وتمترون : تفتعلون : إمّا من المرية ، وهي الشّكّ ، وإمّا من المراء ، وهو الجدال.
وتقدّم الكلام على نصب «فيكون».
فصل فيما تشير إليه «ذلك»
«ذلك» إشارة إلى ما تقدّم.
قال الزّجّاج (٢) ـ رحمهالله ـ ، أي : ذلك الذي قال : (إِنِّي عَبْدُ اللهِ) عيسى ابن مريم إشارة إلى أنّه ولد هذه المرأة ، لا أنّه ابن الله [كما زعمت النصارى](٣).
وقوله : (الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ) ، أي : يختلفون ، وأما امتراؤهم في عيسى ، فقائل يقول : هو ابن الله ، وقائل يقول : هو الله ، وقائل يقول : هو ساحر كاذب ، وتقدّم الكلام على ذلك في آل عمران.
وروي أن عيسى ـ صلوات الله عليه ـ لمّا رفع ، حضر أربعة من [أكابر](٤) علمائهم ، فقيل للأوّل : ما تقول في عيسى؟ قال : هو الله هبط إلى الأرض ، خلق ، وأحيى ، ثم صعد إلى السّماء ، فتبعه على ذلك خلق ، وهم اليعقوبيّة ، وقيل للثاني : ما تقول؟ قال : هو ابن الله ، فتابعه على ذلك ناس ، وهم النسطورية ، [وقيل للثالث : ما تقول؟ قال : هو إله ، وأمه إله ، والله إله ، فتابعه على ذلك أناس ، وهم الإسرائيلية](٥) ، وقيل للرابع : ما تقول؟ فقال : عبد الله ورسوله ، وهو المؤمن المسلم ، وقال : أما تعلمون أنّ عيسى كان يطعم ، ونيام ، وأنّ الله تعالى لا يجوز ذلك عليه ، فخصمهم.
قوله تعالى : (ما كانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ) نفى عن نفسه الولد ، أي : ما كان من نعته اتخاذ الولد.
__________________
(١) ينظر : الإتحاف ٢ / ٢٣٦ ، والقرطبي ١١ / ٧٢ ، والبحر ٦ / ١٧٩ ، والكشاف ٢ / ١٦ ، والدر المصون ٤ / ٥٠٦.
(٢) ينظر : معالم التنزيل ٣ / ١٩٥.
(٣) سقط من أ.
(٤) سقط من أ.
(٥) سقط من أ.