قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

اللّباب في علوم الكتاب [ ج ١٣ ]

540/640
*

قال : نعم ، قال : قم فاخرج ، فقام يمشي حتى خرج منها.

قال له نمروذ : من الرجل الذي رأيته معك في صورتك قاعدا إلى جنبك؟ قال : ذاك (١) ملك الظل أرسله ربي ليؤنسني ، فقال له نمروذ : إني مقرّب إلى إلهك قربانا لما رأيت من قدرته وعزته فيما صنع بك ، وإنّي ذابح له أربعة آلاف بقرة ، فقال إبراهيم ـ عليه‌السلام (٢) ـ لا يقبل الله منك ما دمت على دينك هذا ، قال نمروذ : لا أستطيع ترك (٣) ملكي ولكن سوف أذبحها له فذبحها ثم كف عن إبراهيم.

روي أن إبراهيم ـ عليه‌السلام (٤) ـ ألقي في النار وهو ابن ست عشرة سنة. وإنما اختاروا المعاقبة بالنار ، لأنها أقوى العقوبات. وقيل (٥) : روي أن هاران أبا لوط قال لهم : إن النار لا تحرقه ، لأنه سحر النار ، ولكن اجعلوه على شيء وأوقدوا تحته ، ففعلوا ، فطارت شرارة في لحية أبي لوط فأحرقته (٦).

قوله : «بردا» أي : ذات برد. والظاهر في «سلاما» أنه نسق على «بردا» فيكون خبرا عن «وني». وجوّز بعضهم أن ينتصب على المصدر المقصود به التحية في العرف وقد ردّ هذا بأنه لو قصد ذلك لكان الرفع فيه أولى (٧) ، نحو قول إبراهيم : «سلام» (٨) ، وهذا غير لازم ، لأنه لا يجوز أن يأتي القرآن على الفصيح والأفصح ، ويدل على ذلك أنه جاء مقصودا ، والمقصود به التحية نحو قول الملائكة : (قالُوا سَلاماً)(٨).

وقوله (عَلى إِبْراهِيمَ) متعلق بنفس سلام إن قصد به التحية (٩). ويجوز أن يكون صفة (١٠) فيتعلق بمحذوف ، وعلى هذا فيحتمل أن يكون قد حذف صفة الأول لدلالة (١١) صفة الثاني عليه تقديره : كوني بردا عليه وسلاما عليه.

فصل (١٢)

قال أبو مسلم الأصفهاني في تفسير قوله (قُلْنا يا نارُ) المعنى : أنه سبحانه وتعالى

__________________

(١) في الأصل : ذلك.

(٢) في ب : عليه الصلاة والسلام.

(٣) في ب : أمر. وهو تحريف.

(٤) في ب : عليه الصلاة والسلام.

(٥) قيل : سقط من ب.

(٦) آخر ما نقله هنا عن الفخر الرازي ٢٢ / ١٨٧ ـ ١٨٨.

(٧) انظر البحر المحيط ٦ / ٣٢٨.

(٨) من قوله تعالى : «وَلَقَدْ جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى قالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ فَما لَبِثَ أَنْ جاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ» [هود : ٦٩]. وقوله تعالى:«إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقالُوا سَلاماً قالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ» [الحجر : ٥٢]. وقوله تعالى : (إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ) [الذاريات : ٢٥].

(٨) من قوله تعالى : «وَلَقَدْ جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى قالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ فَما لَبِثَ أَنْ جاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ [هود : ٦٩]. وقوله تعالى : «إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقالُوا سَلاماً قالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ» [الحجر : ٥٢]. وقوله تعالى : (إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ) [الذاريات : ٢٥].

(٩) انظر التبيان ٢ / ٩٢٢.

(١٠) أي ل «سلاما». التبيان ٢ / ٩٢٢.

(١١) في ب : فدلالة. وهو تحريف.

(١٢) هذا الفصل نقله ابن عادل عن الفخر الرازي ٢٢ / ١٨٨ ـ ١٨٩.