تعالى : (كَلَّا (١) لا وَزَرَ)(٢)(٣) قال :
٣٦٥٥ ـ من السّباع الضّواري دونها وزر |
|
والنّاس شرّهم ما دونه وزر |
كم معشر سلموا لم يؤذهم سبع |
|
ولا ترى بشرا لم يؤذهم بشر (٤) |
وقيل (٥) : من المؤازرة ، وهي المعاونة ، نقله الزمخشري عن الأصمعي قال : وكان القياس أزيرا (٦) يعني بالهمزة ، لأن المادة كذلك ، قال الزمخشري : (فقلبت) (٧) الهمزة إلى الواو ، ووجه قلبها إليها أنّ فعيلا جاء بمعنى مفاعل مجيئا صالحا كقولهم : عشير ، وجليس ، وخليط وصديق ، وخليل ، ونديم فلما قلبت في أخيه قلبت فيه ، وحمل الشيء على نظيره ليس بعزيز ، ونظر إلى يؤازر (٨) وإخوته وإلى المؤازرة (٩). يعني أن وزيرا بمعنى مؤازر ، ومؤازر تقلب فيه الهمزة واوا (١٠) قليلة قياسا ، لأنها همزة مفتوحة بعد ضمة (١١)(١٢) فهو نظير مؤجل ويؤاخذكم وشبهه ، فحمل أزير عليه في القلب ، وإن لم يكن فيه سبب القلب. والمؤازرة مأخوذة من إزار الرجل ، وهو الموضع الذي يشده الرجل إذا استعد لعمل متعب (١٣).
فصل
اعلم (١٤) أن طلب الوزير إما أنه خاف على نفسه العجز عن القيام بذلك الأمر فطلب المعين ، أو لأنه رأى أنّ التعاون على الدين والتظاهر عليه مع مخالصة الود وزوال التهمة قربة عظيمة في الدعاء إلى الله تعالى ، ولذلك قال عيسى ابن مريم (١٥) : (مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللهِ)(١٦) ، وقال لمحمد عليهالسلام (١٧) «يا
__________________
(١) كلا : سقط من الأصل.
(٢) [القيامة : ١١].
(٣) انظر معاني القرآن وإعرابه للزجاج ٣ / ٣٥٧.
(٤) البيتان من بحر البسيط للخطابي. وهو في البحر المحيط ٦ / ٢٣٩ والخزانة ٢ / ١٢٤.
(٥) في ب : وهي. وهو تحريف.
(٦) الكشاف ٢ / ٤٣٢.
(٧) ما بين القوسين سقط من ب ، وفيه : وقلبت.
(٨) في النسختين الوازر. والصواب ما أثبته.
(٩) الكشاف ٢ / ٤٣٢.
(١٠) في ب : واو. وهو تحريف.
(١١) ضمة : سقط من ب.
(١٢) قال سيبويه : (وإذا كانت الهمزة مفتوحة وقبلها ضمة ، وأردت أن تخفف أبدلت مكانها واوا كما أبدلت مكانها ياء حيث كان ما قبلها مكسورا ، وذلك قولك في التؤدة تودة ، وفي الجؤن جون ، وتقول : غلام وبيك إذا أردت غلام أبيك) الكتاب ٣ / ٥٤٣.
(١٣) في ب : إذا أراد العمل المتعب.
(١٤) من هنا نقله ابن عادل عن الفخر الرازي ٢٢ / ٤٨ ـ ٤٩.
(١٥) في ب : عيسى ابن مريم عليهما الصلاة والسلام.
(١٦) [آل عمران : ٥٢].
(١٧) في ب : وقال لمحمد صلىاللهعليهوسلم وشرف وكرم وبجل ومجد وعظم.