وقال آخر : [الوافر]
٣٥٨١ ـ ومولى قد دفعت الضّيم عنه |
|
وقد أمسى بمنزلة المضيم (١) |
وهو قول الأصمّ.
وقال مجاهد : العصبة (٢).
وقال أبو صالح : الكلالة (٣).
وقال ابن عبّاس والحسن والكلبيّ (٤) : الورثة.
وعن أبي مسلم : المولى يراد به النّاصر ، وابن العمّ ، والمالك ، والصّاحب ، وهو هنا من يقوم بميراثه مقام الولد ، والمختار : أنّ المراد من الموالي الذين يخلفون بعده ، إما في السّياسة ، أو في المال ، أو في القيام بأمر الدّين ؛ وهو يدلّ على معنى القرب والدّنوّ ، ويقال : وليته أليه وليا ، أي : دنوت منه ، وأوليته إيّاه ، وكل ممّا يليك ، وجلست ممّا يليه ، ومنه الولي ، وهو المطر الذي يلي الوسميّ ، والوليّة : البرذعة [الّتي](٥) تلي ظهر الدّابّة ، ووليّ اليتيم ، والبلد ، ووليّ القتيل ؛ لأنّ من تولّى أمرا ، فقد قرب منه.
وقوله تعالى : (فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) [البقرة : ١٤٤] من قولهم : ولاه بركنه ، أي جعله ما يليه ، وأما ولّى عنّي ، إذا أدبر ، فهو من باب تثقيل الحشو للسلب ، وقولهم : فلان أولى من فلان ، أي : أحق ؛ أفعل التفضيل من الوالي أو الولي ، كالأدنى ، والأقرب من الدّاني ، والقريب ، وفيه معنى القرب أيضا ؛ لأنّ من كان أحقّ بالشيء ، كان أقرب إليه ، والمولى : اسم لموضع الولي ، كالمرمى والمبنى : اسم لموضع الرّمي والبناء.
والجمهور على «ورائي» بالمدّ ، وقرأ ابن كثير (٦) ـ في رواية عنه ـ «وراي» بالقصر ، ولا يبعد ذلك عنه ، فإنه قد قصر شركاي [النحل : ٢٧] في النّحل ؛ كما تقدّم ، وسيأتي أنّه قرأ أن راه استغنى في العلق [الآية : ٧] ؛ كأنه كان يؤثر القصر على المدّ ؛ لخفّته ، ولكنّه عند البصريين لا يجوز سعة.
قوله : (وَكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً) أي : لا تلد ، والعقر في البدن : الجرح ، وعقرت الفرس بالسّيف : ضربت قوائمه.
__________________
(١) البيت للبيد بن ربيعة. ينظر : ديوانه ١٨٤ ، البحر المحيط ٦ / ١٦٤ ، الدر المصون ٤ / ٤٩٢.
(٢) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٨ / ٣٠٧) عن مجاهد وأبي صالح وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٤ / ٤٦٧) عن ابن عباس وعزاه إلى ابن أبي حاتم.
(٣) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٨ / ٣٠٧) عن أبي صالح.
(٤) ينظر : تفسير القرطبي (١١ / ٥٣).
(٥) في ب : لأنها.
(٦) ينظر : القرطبي ١١ / ٥٤ ، والبحر ٦ / ١٦٥ ، والدر المصون ٤ / ٤٩٢.