«طه» (١) بإسقاط الألف بعد الطاء ، و(هاء) ساكنة (٢) وفيها وجهان :
أحدهما : أن الأصل (طأ) بالهمزة ، أمرا أيضا من وطىء يطأ ، ثم أبدلت الهمزة هاء (٣) كإبدالهم لها (٤) في (٥) : هرقت ، وهرحت ، وهنرت ، والأصل : أرقت ، وأرحت ، وأنرت (٦).
والثاني : أنه أبدل الهمزة ألفا ، كأنه أخذه (٧) من وطىء يطأ بالبدل كقوله :
٣٦٣٩ ـ ........... |
|
..... لا هناك المرتع(٨) |
ثم حذف (٩) الألف حملا للأمر على المجزوم ، وتناسبا لأصل الهمز (١٠) ثم ألحق هاء السكت ، وأجرى الوصل مجرى الوقف (١١) وقد تقدم في أول يونس الكلام على إمالة «طا» و«ها». قوله : «أنزلنا» هذه قراءة العامة (١٢)(١٣).
وقرأ طلحة : «ما نزّل» (١٤) مبنيا للمفعول «القرآن» رفع لقيامه مقام فاعله (١٥).
وهذه الجملة يجوز أن تكون مستأنفة إن جعلت «طه» تعديدا لأسماء الحروف. ويجوز أن تكون خبرا ل (طه) إن جعلتها اسما للسورة ، ويكون القرآن ظاهرا (١٦) واقعا (١٧) موقع المضمر ؛ لأنّ (طه) قرآن أيضا ، ويجوز أن تكون (جواب قسم) (١٨) إن جعلت (طه) مقسما به (١٩). وقد تقدّم تفصيل ذلك.
__________________
(١) في ب : طاها.
(٢) انظر البحر المحيط ٦ / ٢٢٤.
(٣) في ب : ثم أبدل الهمزة با.
(٤) تبدل الهمزة هاء على سبيل التخفيف ، إذ الهمزة حرف شديد مستفل ، والهاء حرف مهموس خفيف ، ومخرجهما متقاربان إلا أن الهمزة أدخل منها في الحلق. قالوا : (هرقت الماء) أي أرقته ، فأبدلوا الهاء من الهمزة الزائدة. وقالوا : (هرحت الدابة) أي أرحتها ، و(هنرت الثوب) أي أنرته. انظر شرح المفصل ١٠ / ٤٢.
(٥) ما بين القوسين في ب : كإبدال همزتها.
(٦) انظر التبيان ٢ / ٨٨٤ ، والبحر المحيط ٦ / ٢٢٤.
(٧) في ب : أخذ.
(٨) جزء بيت من بحر الكامل قاله الفرزدق وتمامه :
راحت بمسلمة البغال عشية |
|
فارعي فزارة لا هناك المرتع |
(٩) في ب : ثم حذفت.
(١٠) في ب : الهمزة.
(١١) انظر التبيان ٢ / ٨٨٤ ، والبحر المحيط ٦ / ٢٢٤.
(١٢) البحر المحيط ٦ / ٢٢٤.
(١٣) ما بين القوسين سقط في ب.
(١٤) في ب : نزّلنا.
(١٥) المختصر : (٨٧) ، والبحر المحيط ٦ / ٢٢٤.
(١٦) في ب : وطاوها. وهو تحريف.
(١٧) في ب : واقع. وهو تحريف.
(١٨) في ب : جوابا.
(١٩) قال الزمخشري : (ما أنزلنا إن جعلت «طه» تعديدا لأسماء الحروف على الوجه السابق ذكره فهو ابتداء ـ