«تنبيه : قولنا «اليقين لا يرفعه الشكّ» لا نعني به اجتماع اليقين والشكّ في زمان واحد ، لامتناع ذلك ، ضرورة أنّ الشكّ في أحد النقيضين يرفع يقين الآخر. بل المعنيّ به أنّ اليقين الذي كان في الزمن الأوّل لا يخرج عن حكمه بالشكّ في الزمان الثاني ، لأصالة بقاء ما كان على ما كان ، فيؤول إلى اجتماع الظنّ والشكّ في الزمان الواحد ، فيرجّح الظنّ عليه ، كما هو مطّرد في العبادات وغيرها». انتهى.
ومراده من الشكّ معناه اللغوي ، وهو مجرّد الاحتمال المنافي لليقين ، فلا ينافي ثبوت الظنّ الحاصل من أصالة بقاء ما كان. فلا يرد ما اورد عليه من أنّ الظنّ كاليقين في عدم الاجتماع مع الشكّ.
____________________________________
الطهارة ـ قال : تنبيه : معنى قولنا «اليقين لا يرفعه الشكّ» لا نعني به اجتماع اليقين والشكّ في زمان واحد ، لامتناع ذلك ، ضرورة أنّ الشكّ في أحد النقيضين يرفع يقين الآخر.
فإنّ احتمال انتفاء الحياة يرفع اليقين بها قطعا ، إذ اليقين ينافي احتمال الخلاف.
بل المعنيّ به أنّ اليقين الذي كان في الزمن الأوّل لا يخرج عن حكمه.
أي : عن كونه طريقا إلى ما كان طريقا إليه.
لأصالة بقاء ما كان على ما كان حيث يفيد الأصل المذكور الظنّ بالبقاء.
فيؤول إلى اجتماع الظنّ والشكّ في الزمان الواحد بعد إجراء أصالة بقاء ما كان على ما كان المفيد للظنّ بالبقاء ، فيرجّح الظنّ عليه أي : الشكّ كما هو مطّرد في العبادات ، كما في شكوك الصلاة مثلا. انتهى كلام الشهيد قدسسره في الذكرى.
ومراده من الشّك معناه اللغوي ، أي : خلاف اليقين الشامل للوهم ، كما أشار إليه بقوله :
وهو مجرّد الاحتمال الصادق على الوهم المنافي لليقين ، فلا ينافي ثبوت الظنّ الحاصل من أصالة بقاء ما كان ، فلا يرد ما اورد عليه من أنّ الظنّ كاليقين في عدم الاجتماع مع الشكّ.
وحاصل الإيراد على ما في شرح الاعتمادي ، هو أنّ الشهيد قدسسره بعد ما ذكر امتناع اجتماع اليقين والشكّ ، حكم باجتماع الظنّ والشكّ ، والحال أنّه ـ أيضا ـ ممتنع.