الواقعي للآخر.
ويندفع : بأنّ نفس وجوده غير مشكوك في زمان ، أمّا وجوده في زمان الآخر ، فليس مسبوقا بالعدم.
ثمّ إنّه يظهر من الأصحاب هنا قولان آخران :
أحدهما : جريان هذا الأصل في طرف مجهول التاريخ وإثبات تأخّره عن معلوم التاريخ بذلك ، وهو ظاهر المشهور ، وقد صرّح بالعمل به الشيخ ، وابن حمزة ، والمحقّق ، والعلّامة ،
____________________________________
بأن يقال : الأصل عدم وجوده في الزمان الواقعي للآخر.
ومن المعلوم أنّ وجود ما هو المعلوم عند الله ـ بالنسبة إلى الزمان الواقعي للمجهول ـ مجهول ـ عندنا ، فيمكن جريان الأصل فيه.
وقد أجاب المصنف قدسسره عن هذا التوهّم بقوله :
ويندفع : بأنّ نفس وجوده غير مشكوك في زمان.
فلا يتصوّر فيه الاستصحاب وجودا وعدما ، وذلك أنّ تاريخ الوجود معلوم بالفرض والعلم به مستلزم للعلم بجانب العدم ، إذ قبل ذلك التاريخ كان معدوما قطعا وبعده كان موجودا كذلك ، فكيف يتصوّر فيه الاصل؟!.
أمّا وجوده في زمان الآخر ، فليس مسبوقا بالعدم حتى يستصحب عدمه في زمان الآخر.
إذ لم يكن هناك زمان كان الآخر موجودا وهذا معدوما ، فشكّ في بقاء العدم حتى يجري الأصل. هذا تمام الكلام فيما ذهب إليه المصنف قدسسره من جريان الأصل في مجهول التاريخ مطلقا ما لم يكن مثبتا.
وبقي هنا قولان آخران بين إفراط وتفريط :
والأوّل : جريان الأصل في مجهول التاريخ مطلقا ، أي : وإن كان مثبتا.
والثاني : عدم جريانه مطلقا ، أي : وإن لم يكن مثبتا.
وقد أشار إلى الأوّل بقوله :
أحدهما : جريان هذا الأصل في طرف مجهول التاريخ وإثبات تأخّره عن معلوم التاريخ بذلك ، أي : الأصل.