شهد عندك خمسون قسامة أنّه قال ، وقال : لم أقله ، فصدّقه وكذّبهم) (١).
ومنها : ما ورد مستفيضا : (إنّ المؤمن لا يتّهم أخاه) ، (وأنّه إذا اتّهم أخاه انماث الإيمان في قلبه كانمياث الملح في الماء) (٢) ، (وإنّ من اتّهم أخاه فلا حرمة بينهما) (٣) ، (وإنّ من اتّهم أخاه فهو ملعون ملعون) (٤). إلى غير ذلك من الأخبار المشتملة على هذه المضامين أو ما يقرب منها.
هذا ، ولكنّ الإنصاف عدم دلالة هذه الأخبار ، إلّا على أنّه لا بدّ من أن يحمل ما يصدر عن الفاعل على الوجه الحسن عند الفاعل ولا يحمله على الوجه القبيح عنده ، وهذا غير ما
____________________________________
ومنها : قول الصادق عليهالسلام لمحمد بن الفضل : (يا محمّد كذّب سمعك وبصرك عن أخيك ، فإن شهد عندك خمسون قسامة) أي : البيّنة العادلة أنّه قال كذا وفعل كذا وقال : لم أقله أو لم أفعله فصدّقه وكذّبهم.
أي : فصدّق أخيك وكذّب خمسين قسامة ، أي : مائة شاهد عادل ، وقد تقدّمت محتملات هذه الرواية في بحث الظنّ ، والمقصود هنا دلالتها على عدم قبول قول من يتّهم أخاه بالفعل القبيح.
ومنها : ما ورد مستفيضا : (إنّ المؤمن لا يتّهم أخاه) ، (وأنّه إذا اتّهم أخاه انماث الإيمان) أي : ذاب إلى أن قال : وإنّ من اتّهم أخاه فلا حرمة بينهما ، أي : ترتفع حقوق الاخوّة بينهما ، كما قيل : وإنّ من اتّهم أخاه فهو ملعون ملعون هذه جملة من الروايات التي يمكن أن يستدل بها على أصالة الصحّة في فعل الغير ، إلى غير ذلك من الأخبار المشتملة على هذه المضامين مثل ما دلّ على حرمة اتّهام الأخ المسلم وإضمار السوء عليه أو ما يقرب منها مثل قوله عليهالسلام : المؤمن وحده جماعة (٥) أي : كما يحمل خبر الجماعة على الحسن ، أي : الصدق فكذا خبر المؤمن الواحد ، كما في شرح الاعتمادي.
ولكنّ الإنصاف عدم دلالة هذه الأخبار ، إلّا على أنّه لا بدّ من أن يحمل ما يصدر عن
__________________
(١) الكافي ٨ : ١٢٩ / ١٢٥. ثواب الأعمال : ٢٩٥ / ١. الوسائل ١٢ : ٢٩٥ ، أبواب أحكام العشرة ، ب ١٥٧ ، ح ٤.
(٢) الكافي ٢ : ٣٦١ / ١. الوسائل ١٢ : ٣٠٢ ، أبواب أحكام العشرة ، ب ١٦١ ، ح ١.
(٣) الكافي ٢ : ٣٦١ / ٢. الوسائل ١٢ : ٣٠٢ ، أبواب أحكام العشرة ، ب ١٦١ ، ح ٢.
(٤) الوسائل ١٢ : ٢٣١ ، أبواب أحكام العشرة ، ب ١٣٠ ، ح ٥.
(٥) الكافي ٣ : ٣٧١ / ٢. الوسائل ٨ : ٢٩٧ ، أبواب صلاة الجماعة ، ب ٤ ، ح ٥.