الأمر الثامن
قد تستصحب صحّة العبادة عند الشكّ في طروّ مفسد ، كفقد ما يشكّ في اعتبار وجوده في العبادة ، أو وجود ما يشكّ في اعتبار عدمه. وقد اشتهر التمسّك بها بين الأصحاب ، كالشيخ والحلّي ، والمحقّق ، والعلّامة ، وغيرهم.
وتحقيقه وتوضيح مورد جريانه : إنّه لا شكّ ولا ريب في أنّ المراد بالصحّة المستصحبة ليس صحّة مجموع العمل ، لأن الغرض التمسّك به عند الشكّ في الأثناء. وأمّا صحّة الأجزاء
____________________________________
الأمر الثامن : قد تستصحب صحّة العبادة عند الشكّ في طروّ مفسد.
وقبل الخوض في البحث لا بدّ من بيان أمرين تحريرا لما هو محلّ الكلام في هذا المقام :
أحدهما : بيان ما هو المراد من صحّة العبادة المستصحبة.
وثانيهما : بيان ما هو مفسد للعبادة.
فنقول : إنّ فساد العبادة يمكن أن يكون ناشئا من أحد أمور :
منها : ترك ما شكّ في جزئيّته أو شرطيّته ، كالسورة والطمأنينة مثلا ، كما أشار إليه بقوله :
كفقد ما يشكّ في اعتبار وجوده في العبادة.
ومنها : ترك الجزء أو الشرط نسيانا ، كترك القراءة ورفع الستر مثلا كما في شرح الاعتمادي.
ومنها : احتمال مانعيّة ما هو الموجود ، كزيادة الجزء عمدا أو سهوا ، أو قاطعيّته كالضحك ، كما أشار إليه بقوله :
أو وجود ما يشكّ في اعتبار عدمه.
ومنها : احتمال وجود ما هو المانع قطعا ، كاحتمال طروّ النجاسة ، أو القاطع كذلك ، كاحتمال طروّ الحدث. هذا تمام الكلام فيما يحتمل أن يكون مفسدا للعبادة.
ثمّ المراد بالصحّة المستصحبة ليس صحّة تمام العمل ، وذلك لأحد وجهين :
الأوّل : ما أشار إليه بقوله : لأن الغرض التمسّك به عند الشكّ في الأثناء ، أي : في أثناء العمل ، ومن المعلوم أنّه لا يعقل فرض صحّة مجموع العمل في الأثناء.