قسامة ، أعني : البيّنة العادلة ، وتصديق الأخ المؤمن ، فإنّه ممّا لا يمكن إلّا بحمل تصديق المؤمن على الحكم بمطابقة الواقع المستلزم لتكذيب القسامة ، بمعنى المخالفة للواقع مع الحكم بصدقهم في اعتقادهم ، لأنّهم أولى بحسن الظنّ بهم من المؤمن الواحد.
____________________________________
هذا المعنى هو جمع الإمام عليهالسلام في رواية محمد بن الفضل بين تكذيب خمسين قسامة وتصديق الأخ المؤمن ، كما أشار إليه بقوله :
وممّا يؤيّد ما ذكرنا جمع الامام عليهالسلام ، في رواية محمد بن الفضل بين تكذيب خمسين قسامة ، أعني : البيّنة العادلة ، وتصديق الأخ المؤمن ، فإنّه ممّا لا يمكن إلّا بحمل تصديق المؤمن على الحكم بمطابقة الواقع المستلزم لتكذيب القسامة ، بمعنى المخالفة للواقع مع الحكم بصدقهم في اعتقادهم ، لأنّهم أولى بحسن الظنّ بهم من المؤمن الواحد.
تأييد ما هو المراد بالأخبار من حمل فعل المسلم على الحسن المباح بجمع الإمام عليهالسلام بين تصديق الأخ وتكذيب خمسين قسامة يتّضح بعد ذكر مقدّمة وهي :
إنّ الجمع بين تصديق الأخ وتكذيب خمسين قسامة يمكن بأحد وجهين :
أحدهما : ما يظهر من كلام المصنف هنا من أنّ المراد من تصديق الأخ هو حمل قوله على مطابقة الواقع والاعتقاد معا ، فالمراد من تكذيب خمسين قسامة هو حمل قولهم على مخالفة الواقع لامتناع مطابقة الكلّ للواقع ، إلّا إنّه لا بدّ من حمل خبرهم على مطابقة اعتقادهم ، كي يكون حسنا مباحا ، كما هو مفاد الأخبار وأشار إليه بقوله :
لأنّهم أولى بحسن الظنّ بهم من المؤمن الواحد.
فحسن الظنّ المطلوب في حقّهم بالأولويّة يحصل بحمل قولهم على مطابقة الاعتقاد ، فيكون هذا الجمع مؤيّدا لما ذكر من كون الروايات ـ ومنها هذه الرواية ـ ناظرة إلى حمل الفعل أو القول على الحسن المباح.
ثانيهما : هو حمل تصديق المؤمن على التصديق الصوري الاعتقادي ، وحمل تكذيب الخمسين على مخالفة الواقع بمعنى عدم ترتيب الأثر على ما أخبروا به ، مع تصديقهم ـ أيضا ـ بحسب الاعتقاد فيكون ما صدر منهم من القول حسنا ومباحا ، كما يكون ما صدر عن الأخ ـ أيضا ـ مباحا.
إذا عرفت هذه المقدمة يتّضح لك أنّ جمع الإمام عليهالسلام بين تكذيب خمسين قسامة