الجاثليق ، إلّا إذا اريد المجموع من حيث المجموع بجعل الإقرار بعيسى عليهالسلام مرتبطا بتقدير بشارته المذكورة ، ويشهد له قوله عليهالسلام بعد ذلك : (كافر بنبوّة كلّ عيسى لم يقرّ ولم يبشّر) ، فإنّ هذا في قوّة مفهوم التعليق المستفاد من الكلام السابق.
وأمّا التزامه عليهالسلام بالبيّنة على دعواه ، فلا يدلّ على تسليمه الاستصحاب وصيرورته مثبتا بمجرّد ذلك ، بل لأنّه عليهالسلام ، من أوّل المناظرة ملتزم بالإثبات وإلّا فالظاهر المؤيّد
____________________________________
الجاثليق.
إذ يجوز له أن يقول بأنّ مقتضى الإقرار بالنبوّة هو استصحابها والالتزام بالشريعة السابقة ، ودعوى البشارة لا تجدي بدون الدليل والبرهان كما في شرح الاعتمادي.
إلّا إذا اريد المجموع من حيث المجموع بجعل الإقرار بعيسى عليهالسلام مرتبطا بتقدير بشارته المذكورة.
بأن يكون المعنى : أنا مقرّ بنبوّة عيسى على تقدير بشارته بمجيء محمّد صلىاللهعليهوآله.
ويشهد له قوله عليهالسلام بعد ذلك : (كافر بنبوّة كلّ عيسى ... إلى آخره).
إلى أن قال المصنف قدسسره :
وأمّا التزامه عليهالسلام بالبيّنة على دعواه ـ حيث قال عليهالسلام : (الآن جئت بالنصفة) ـ فلا يدلّ على تسليمه الاستصحاب وصيرورته مثبتا بمجرّد ذلك ، أي : التسليم.
بل لأنه عليهالسلام من أوّل المناظرة ملتزم بالإثبات.
وحاصل الكلام في المقام أنّ قوله : وأمّا التزامه عليهالسلام بالبيّنة ... إلى آخره دفع لما يتوهّم من أنّ التزام الإمام عليهالسلام بالبيّنة حيث قال : الآن جئت بالنصفة بعد قول الجاثليق : فأقم شاهدين عدلين ... إلى آخره يدلّ على كونه عليهالسلام مدّعيا والجاثليق منكرا.
وقد ثبت في محلّه أنّ الميزان في المنكر هو كون قوله مطابقا للأصل ، وهو في المقام ليس إلّا الاستصحاب ، فيدلّ التزام الإمام عليهالسلام على كون الاستصحاب حجّة ، إذ لو يكن حجّة لم يكن في جعل قول الجاثليق مطابقا له فائدة ، فالتزامه عليهالسلام بالبيّنة على دعواه يدلّ على تسليمه بحجّيّة الاستصحاب.
وحاصل الدفع أنّ التزامه عليهالسلام بالبيّنة على دعواه لا يدلّ على تسليمه بحجيّة الاستصحاب أصلا ، إذ ليس الغرض من التزامه بالبيّنة جعل الخصم منكرا ، بل الغرض منه