الرابع : إنّ مرجع النبوّة المستصحبة
ليس إلّا إلى وجوب التديّن بجميع ما جاء به ذلك النبيّ ، وإلّا فأصل صفة النبوّة
أمر قائم بنفس النبيّ صلىاللهعليهوآله
، لا معنى لاستصحابه لعدم قابليّته للارتفاع أبدا.
ولا ريب أنّا قاطعون بأنّ من أعظم ما
جاء به النبيّ السابق الإخبار بنبوّة نبيّنا صلىاللهعليهوآله.
كما يشهد به الاهتمام بشأنه في قوله
تعالى حكاية عن عيسى : (إِنِّي رَسُولُ اللهِ
إِلَيْكُمْ
مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي
مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ)، فيكون كلّ ما جاء به من الأحكام فهو
في الحقيقة مغيّا بمجيء نبيّنا صلىاللهعليهوآله
، فدين عيسى عليهالسلام
المختصّ به ، عبارة عن مجموع أحكام مغيّاة إجمالا بمجيء نبيّنا صلىاللهعليهوآله.
____________________________________
الرابع : من الوجوه الباقية ، والثامن
من جميع الأجوبة هو :
إنّ مرجع النبوّة المستصحبة ليس إلّا
الى وجوب التديّن بجميع ما جاء به ذلك النبيّ صلىاللهعليهوآله
وإلّا فأصل صفة النبوّة أمر قائم بنفس النبيّ صلىاللهعليهوآله
، لا معنى لاستصحابه لعدم قابليّته للارتفاع أبدا. ولا ريب أنّا قاطعون بأنّ من
أعظم ما جاء به النبيّ السابق الإخبار بنبوّة نبيّنا صلىاللهعليهوآله.
وتوضيح هذا الوجه الرابع يتوقّف على ذكر
مقدّمة قصيرة ، وهي : إنّ الغرض من استصحاب النبوّة لا يخلو عن أحد أمرين : الأوّل
إثبات صفة النبوّة للنبيّ. والثاني وجوب التديّن بما جاء به ذلك النّبي صلىاللهعليهوآله
، إذا عرفت هذه المقدّمة ، فنقول :
إنّ الغرض من استصحاب النبوّة لا يمكن
أن يكون إثبات صفة النبوّة ؛ لأنها قائمة بالنفس الناطقة الباقية بعد الموت ،
فتبقى النبوّة ببقاء النفس الناطقة التي لا تفنى بفناء البدن ، فلا يعقل استصحاب
النبوّة حتى يكون الغرض منه إثباتها.
فلا بدّ من أن يكون الغرض منه الأمر
الثاني ، أعني : وجوب التديّن بجميع ما جاء به ذلك النبي صلىاللهعليهوآله
، كما أشار إليه بقوله :
إنّ مرجع النبوّة المستصحبة ليس إلّا
الى وجوب التديّن ... إلى آخره ، بمعنى وجوب اطاعة ذلك النبيّ صلىاللهعليهوآله
وأخذ ما جاء به من شريعته.
__________________