الدين السابق ، دون حقيّة دينهم ونبوّة نبيّهم التي هي من اصول الدين. فالأظهر أن يقال : إنّهم كانوا قاطعين بحقيّة دينهم من جهة بعض العلامات التي أخبرهم بها النبيّ السابق.
نعم ، بعد ظهور النبيّ الجديد الظاهر كونهم شاكّين في دينهم مع بقائهم على الأعمال ، وحينئذ فللمسلمين ـ أيضا ـ أن يطالبوا اليهود بإثبات حقيّة دينهم ، لعدم الدليل لهم عليها وإن كان لهم الدليل على البقاء على الأعمال في الظاهر ، فتأمّل.
الثالث : إنّا لم نجزم بالمستصحب ـ وهي نبوّة موسى او عيسى ـ إلّا بإخبار نبيّنا صلىاللهعليهوآله (١) ، ونصّ القرآن (٢). وحينئذ فلا معنى للاستصحاب.
____________________________________
بعض الأوقات هي ترتيب الأعمال المترتّبة على الدين السابق ، دون حقيّة دينهم ونبوّة نبيّهم التي هي من اصول الدين. فالأظهر أن يقال : إنّهم كانوا قاطعين بحقّية دينهم من جهة بعض العلامات التي أخبرهم بها النبيّ السابق.
نعم ، بعد ظهور النبيّ الجديد الظاهر كونهم شاكّين في دينهم حتى يظهر لهم الحال مع بقائهم على الأعمال ، وحينئذ.
أي : حين ما علمت من أنّ غاية ما يستفاد من بناء العقلاء عند الشكّ أحيانا في بقاء النبوّة والشريعة هو مجرّد ترتيب الأعمال على الاستصحاب لا حقيّة دينهم وشريعتهم ، كما في شرح الاعتمادي.
فللمسلمين ـ أيضا ـ أن يطالبوا اليهود بإثبات حقيّة دينهم ، لعدم الدليل لهم عليها وإن كان لهم الدليل على البقاء على الأعمال في الظاهر وهو الاستصحاب.
الثالث : من الوجوه الباقية ، والسابع من جميع الأجوبة.
إنّا لم نجزم بالمستصحب ـ وهي نبوّة موسى عليهالسلام أو عيسى عليهالسلام ـ إلّا بإخبار نبيّنا صلىاللهعليهوآله ، ونصّ القرآن. وحينئذ فلا معنى للاستصحاب بعد الاعتراف بحقيّة هذه الشريعة ؛ لأن اليقين بالمستصحب موقوف على اليقين بحقيّة هذه الشريعة ، وبعد اليقين المذكور لا يبقى
__________________
(١) بصائر الدرجات : ١٢١ / ١ ، بحار الأنوار ١١ : ٤١ / ٤٣. وورد حديث في بحار الأنوار ٢٣ : ٩٦ / ٣ ، مضمونه الإقرار بنبوة عيسى عليهالسلام ، وهو عن الإمام الصادق عليهالسلام : واعلموا أنّه لو أنكر رجل عيسى بن مريم وأقرّ بمن سواه من الرسل لم يؤمن. والأحاديث التي تعبر عن نبوة موسى وعيسى عليهماالسلام كثيرة لا يسع المقام ذكرها.
(٢) ونذكر من نصّ القرآن أربع آيات : البقرة : ٣٦ ، الأعراف : ١٠٤ ، المائدة : ٤٦ ، الصف : ٦.