تنقطع معه الهيئة الاتصاليّة المعتبرة في الصلاة.
فإنّا استكشفنا من تعبير الشارع عن بعض ما يعتبر عدمه في الصلاة بالقواطع ، إنّ للصلاة هيئة اتصاليّة ينافيها توسّط بعض الأشياء في خلال أجزائها ، الموجب لخروج الأجزاء اللّاحقة عن قابليّة الانضمام ، والأجزاء السابقة عن قابليّة الانضمام إليها ، فإذا شكّ في شيء من ذلك وجودا أو صفة ، جرى استصحاب صحّة الأجزاء ، بمعنى بقائها على القابليّة المذكورة ، فيتفرّع على ذلك عدم وجوب استئنافها أو استصحاب الاتصال الملحوظ بين الأجزاء السابقة وما يلحقها من الأجزاء الباقية ، فيتفرّع عليه بقاء الأمر بالإتمام.
____________________________________
ما يعتبر من الأمور اللّاحقة الموجب لبطلان العمل لا يقدح في صحّة الأجزاء السابقة ، كما أنّ عدم تحقّق السكنجبين لفقد بعض ما يعتبر فيه لا يقدح في صحّة الخلّ.
وقد يكون من جهة عروض ما ، كالضحك الذي يحتمل أن تنقطع معه الهيئة الاتصاليّة المعتبرة في الصلاة المنكشفة من تعبير الشارع عن بعض ما يعتبر عدمه في الصلاة بالقواطع ، كالحدث والقهقهة والفعل الكثير.
حيث يدلّ التعبير المذكور على إنّ للصلاة هيئة اتصاليّة ينافيها توسّط بعض الأشياء ، كالحدث مثلا في خلال أجزائها ، أي : التوسّط الموجب لخروج الأجزاء اللّاحقة عن قابليّة الانضمام إلى الأجزاء السابقة.
وكذلك خروج الأجزاء السابقة عن قابليّة الانضمام إليها ، أي : إلى الأجزاء اللّاحقة.
والحاصل أنّ الشارع عبّر عن بعض الأشياء بالقواطع ، فيستفاد منه أنّ الصلاة ـ مضافا إلى اعتبار الإجزاء والشرائط وعدم الموانع فيها ـ يعتبر فيها ـ أيضا ـ هيئة اتصاليّة يقال لها الجزء الصوري ، وأنّ بعض الامور كالحدث مثلا يرفعها وبعض الامور كالتجشؤ مثلا لا يرفعها.
فإذا شكّ في شيء من ذلك وجودا ، كالشكّ في طروّ الحدث أو صفة ، كالشكّ في أنّ الضحك من القواطع أم لا ، جرى استصحاب صحّة الأجزاء السابقة.
بمعنى بقائها على القابليّة المذكورة ، فيتفرّع على ذلك عدم وجوب استئنافها ، وكذلك يمكن استصحاب نفس الاتصال الملحوظ بين الأجزاء ، كما أشار إليه بقوله :
أو استصحاب الاتصال الملحوظ بين الأجزاء السابقة وما يلحقها من الأجزاء الباقية ،