الركن الأول :
في أفعال الصلاة وتوابعها
وفصوله أربعة :
الأول : في الأفعال.
وهي إمّا واجبة أو مندوبة.
والواجبات ثمانية : النية ، والتكبير ، والقيام ، والقراءة ، والركوع ، والسجود ، والتشهد ، والتسليم. والمندوبة تذكر في تضاعيف هذه ان شاء الله تعالى.
الأول : النية.
وقد سبق بيان حقيقتها ووجوبها ، ولنذكر هنا مسائل :
الأولى : قيل : ان النيّة شرط لا جزء ، لأنّ الشرط ما يتوقف عليه تأثير المؤثر أو ما يقف عليه صحة الفعل والمعنيان موجودان في النيّة ، ولأنّ « أول الصلاة التكبير » والنيّة مقارنة أو سابقة فلا تكون جزء ، ولأنها لو كانت جزء لافتقرت إلى نيّة أخرى ويتسلسل ، ولأن النيّة تتعلق بالصلاة فلو كانت جزء منها لتعلق الشيء بنفسه ، ولان قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « الاعمال بالنيات » (١) يدل على مغايرة العمل للنية.
وتحقيق الحال فيه : انّ الجزء والشرط يشتركان في انّه لا بدّ منهما إذا كان الجزء ركنا ، ويفترقان بان الشرط ما يتقدم على الماهية ـ كالطهارة وستر العورة ـ والجزء ما تلتئم منه الماهية ـ كالركوع والسجود.
__________________
(١) التهذيب ٤ : ١٨٦ ح ٥١٩ ، مسند احمد ١ : ٢٥ ، صحيح البخاري ١ : ٤ ، صحيح مسلم ٣ : ١٥١٥ ح ١٩٠٧ ، سنن أبي داود ٢ : ٢٦٢ ح ٢٢٠١ ، الجامع الصحيح ٤ : ١٠٧٩ ح ٢١٤٧ ، السنن الكبرى ٧ : ٣٤١.