فإنّ مدح زيد بكونه صائم النهار متهجّدا لا يدلّ على رجحان هاتين الصفتين على الإفطار في النهار ، وترك التهجّد في الليل للاشتغال بما هو أهمّ منها.
ومنها : قوله تعالى : (وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِبْ بِهِ)(١) دلّ على جواز برّ اليمين على ضرب المستحق مائة بالضرب بالضغث. وفيه ما لا يخفى.
____________________________________
وبالجملة ليس التعفّف ولا التزويج علّة تامّة للحسن ، بل حسنهما إنّما هو بالوجوه والاعتبارات ، فيتفاوت باختلاف الأشخاص والأحوال ، كما في شرح الاعتمادي.
فمدح يحيى عليهالسلام بكونه متعفّفا عن التزويج لا يدلّ على رجحان صفة التعفّف على صفة التزويج ، كما أشار إلى نظيره بقوله :
فإنّ مدح زيد بكونه صائم النهار متهجّدا لا يدلّ على رجحان هاتين الصفتين على الإفطار في النهار ، وترك التهجّد في الليل للاشتغال بما هو أهمّ منها.
ومنها : قوله تعالى : في قصّة أيّوب عليهالسلام حيث حلف على زوجته بضرب المائة وخذ بيدك ضغثا ، أي : ربطة من الخشب فاضرب به الآية إنّما دلّ على جواز برّ اليمين على ضرب المستحق مائة ، أي : يجوز لمن حلف على ضرب المقصّر مائة ضربة أن يعمل بحلفه بطريق أسهل ، أي : بالضرب بالضغث ، كما في شرح الاعتمادي.
ونكتفي بما أفاده الاستاذ من الشرح في هذا المقام :
وفيه ما لا يخفى.
أي : في الاستدلال بالآية على حصول برّ اليمين بضرب المستحق مائة بالضغث ما لا يخفى ، فإنّ مقتضى القاعدة في الحلف بضرب المائة ملاحظة العدد في الضرب ، فلعلّ هذا من خواص أيّوب عليهالسلام ترحّما على امرأته ، فجعل الضرب بالضغث بدلا عمّا يحصل به برّ اليمين ، كما ثبت مثله في حدود المرضى ونحوها على ما في شرح الاعتمادي.
وبالجملة جعل الله هذا الضرب بدلا عن منذوره حتى لا يحنث نذره ، ولم يثبت في حقّ امّته حتى يستصحب.
__________________
(١) ص : ٤٤.