وما في نهج البلاغة : (إذا استولى الصلاح على الزمان وأهله ثمّ أساء رجل الظنّ برجل لم يظهر منه خزية فقد ظلم ، وإذا استولى الفساد على الزمان وأهله ثمّ أحسن رجل الظنّ برجل ، فقد غرّر) (١).
وفي معناه قول أبي الحسن عليهالسلام ، في رواية محمّد بن هارون الجلّاب : (إذا كان الجور أغلب من الحقّ لا يحلّ لأحد أن يظنّ بأحد خيرا ، حتى يعرف ذلك منه) (٢) إلى غير ذلك ممّا يجده المتتبّع ، فإنّ الجمع بينها وبين الأخبار المتقدّمة يحصل بأن يراد من الأخبار ترك ترتيب آثار التهمة والحمل على الوجه الحسن ، من حيث مجرّد الحسن والتوقّف فيه ، من حيث ترتيب سائر الآثار.
ويشهد له ما ورد من : (أنّ المؤمن لا يخلو عن ثلاثة : الظنّ والحسد والطيرة ، فإذا حسدت
____________________________________
وما في نهج البلاغة : إذا استولى الصلاح على الزمان وأهله ثمّ أساء رجل الظنّ برجل لم يظهر منه خزية أي : قبيح فقد ظلم ، وإذا استولى أي : غلب الفساد على الزمان وأهله ثمّ أحسن رجل الظنّ برجل ، فقد غرّر أي : خدع.
وفي معناه قول أبي الحسن عليهالسلام في رواية محمد بن هارون الجلّاب : (إذا كان الجور أغلب من الحقّ لا يحلّ لأحد أن يظنّ بأحد خيرا ، حتى يعرف ذلك) الخير منه ، إلى غير ذلك ممّا يجده المتتبّع.
وقد عرفت وجه التأييد ، وأشار إليه المصنف بقوله :
فانّ الجمع بينها وبين الأخبار المتقدّمة يحصل بأن يراد من الأخبار السابقة ترك ترتيب آثار التهمة والحمل على الوجه الحسن ، من حيث مجرّد الحسن والإباحة ويراد بالأخبار اللاحقة التوقّف فيه ، من حيث ترتيب سائر الآثار فإذا لم يعلم أنّه سلّم أو شتم لا يتّهم بالشتم ليترتّب عليه الفسق وجواز الغيبة مثلا ، ولا يترتّب ـ أيضا ـ وجوب ردّ السلام.
ويشهد له أي : الجمع المذكور بين الأخبار السابقة واللاحقة ما ورد من : (أنّ المؤمن لا يخلو عن ثلاثة : الظنّ والحسد والطيرة ، فإذا حسدت فلا تبغ) أي : لا تطلب الحسد ، أي : لا
__________________
(١) نهج البلاغة (قصار الحكم) : ١١٤.
(٢) الكافي ٥ : ٢٩٨ / ٢. الوسائل ١٩ : ٨٧ ، كتاب الوديعة ، ب ٩ ، ح ٢.