«ألست تؤمن أني أنا في الأب والأب فيّ ، الكلام الذي أكلّمكم به لست أتكلم به من نفسي لكنّ الأب الحالّ فيّ هو يعمل الأعمال ، صدّقوني أني في الأب والأب فيّ» (١).
إلى غيرها من دعاوى الحلول والتجسيد الباطل بضرورة العقل.
إذن للمسألة جذور في العهدين تسربت إلى عقول السذج من أبناء العامة مع تنميقها وزخرفتها بما يسمى أدلة وبراهين ، بعيدة كل البعد عن منطق العقل والعلم.
وقد اتفق الأشاعرة على أن رؤيته تعالى تكون يوم القيامة ، كما عبّر عن ذلك أعلامهم ، منهم :
١ ـ الشيخ أبو الحسن الأشعري (٢) ، قال : «وندين بأن الله تعالى يرى في الآخرة بالأبصار كما يرى القمر ليلة البدر ، يراه المؤمنون كما جاءت الروايات عن رسول الله» (٣).
وقال في موضع آخر : «إن الله سبحانه يرى بالأبصار يوم القيامة كما يرى القمر ليلة البدر ، يراه المؤمنون ولا يراه الكافرون لأنهم عن الله محجوبون ، قال تعالى : (كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ) (٤) وأن موسى عليهالسلام سأل الله سبحانه الرؤية في الدنيا ، وأن الله سبحانه تجلّى للجبل فجعله دكا ، فأعلمه بذلك أنه لا يراه في الدنيا بل في الآخرة» (٥).
٢ ـ ما اعتقده أحمد بن حنبل إمام الحنابلة ، من جواز الرؤية البصرية في
__________________
(١) يوحنا : ١٤ / ١٢.
(٢) وأبو الحسن الأشعري إمام الفرق العاميّة في العقائد ، إليه ينتسبون ومنه يأخذون.
(٣) الإبانة ص ٢١.
(٤) سورة المطففين : ١٥.
(٥) مقالات الإسلاميين ص ٣٢٢.